بقلم مصطفى سبته
كَـالـبَـدرِ مِـن حَيـثُ اِلتَفَـتَّ رَأَيتَـهُ
يُـهـدي إِلـىٰ عَـينَيكَ نــوراً ثـاقِـبـا
دعانى الهوى شوقاً إلى باب عزكم
فأقبلت أسعى من غرامى بحبكم
وحقكم لاحت يوماً عن الهوى
ولم يحل فى قلبى سواكم وحقكم
حلاذكركم في ألقلب من قبل نشأتى
فهمت اشتياقا مذ سمعت بذكركم
خلعت عذارى في هواكم وقد حلا
بقلبى عذابى فارحموا مغرما بكم
وقد لامنى لما تهتكت في الهوى
عذولى وقد باحت دموعى بعزكم
عرفت بكم من قبل أن أعرف الهوى
فأصبحت بين الناس أدعى بعبدكم
فأنتم وأن غبتم ففى ألقلب والحشا
ولم أرى في قلبى مكان لغيركم
عذابى بكم عذب وأن مر أو حلا
ومر اصطبارى قد حلى لى بقربكم
كَالشَمسِ في كَبِدِ السَماءِ وَضَوؤُها
يَغشىٰ الـبِـلادَ مَـشـارِقـاً وَمَـغـارِبـا
كَـالـبَـدرِ مِـن حَيـثُ اِلتَفَـتَّ رَأَيتَـهُ
يُـهـدي إِلـىٰ عَـينَيكَ نــوراً ثـاقِـبـا
كَـالبَحـرِ يَقـذِفُ لِلقَريبِ جَـواهِـرا
جـوداً وَيَبـعَـثُ. لِلبَعـيـدِ سَحـائِـبـا
مَاذَا يَقُـولُ. بَلِيـغٌ فِـي مَـدَائِـحِـهِ
واللهُ مَـادِحُـهُ فِـي جُـملَـةِ الكُـتُـبِ
مَهْمَـا تَكُـنْ طَـاعَـةُ البَـارِي مُقَـرِّبَـةً
فَـإنَّ حُـبَّ حَبيبِـي أَعـظَـمُ الـقُـرُبِ
صَلَّى عَلَيـهِ مَـعَ التَّـسلِـيـمِ خَـالِـقُـهُ
والآلِ والصَّحبِ أَهْلِ الدِّينِ والأَدَبِ
أَحبـبـتُ ذِكـرَ مُحمَّـدٍ بلسـانـي
والشوق ضَجَّ بمُقْلتي وجَنانِي
ودَعـوتُ ربِّـي أنْ أَنـالِ لِقـاءَهُ
يـوم الجَـزاءِ بـرحمَـةِ المـنَّـانِ
هذا النبيُّ فـلا تَسَـلْ عَنْ حُبِّـهِ
روحًـا به هُدِيـت إلى الإيمـانِ
ياربِّ صَـلِّ على النبيِّ وجَـازِهِ
عنَّـا جَـزاء الخَـيـرِ والإحسَـانِ
تمنيتُ لو أنِّي جِـواركَ صَاحِبٌ
وأنظـرُ للوجـهِ البديـعِ وأسمـعُ
وأنشِدُ شِعـرًا يبلغُ الكونَ قولهُ
عليكَ صلَّى اللهُ والناسُ أجمعُ
أبلِغ عَزيزاً في ثنايا القلبِ مَنزله
أني وإن كُنتُ لا ألقاهُ ألقاهُ
وإن طرفي موصولٌ برؤيتهِ
وإن تباعد عَن سُكنايَ سُكناهُ
يا ليته يعلمُ أني لستُ أذكرهُ
و كيف أذكرهُ إذ لستُ أنساهُ
يا مَن توهموا أني لستُ أذكره
و اللهُ يعلم أني لستُ أنساهُ
إن غابَ عني فالروح مَسكنهُ مَن
يسكن الروح كيف القلب ينساهُ
دعانى الهوى شوقاً إلى باب عزكم
فأقبلت أسعى من غرامى بحبكم