كتب دكتور : فوزي الحبال
اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين يا رب العالمين واجعل الجنة دارهم وقرارهم والنبي محمد صلي الله عليه وسلم شفيعهم واسقهم من يده الشريفة شربة لا يظمأون بعدها ابدا والحقنا بهم علي خير يا أرحم الراحمين .
إذا مات العبد قال الناس، ما خلف؟ وقالت الملائكة: ما قدم ؟ يفرحون له بما قدم ويسألون عنه ويشفقون عليه .
كان أبو الدرداء يقول إني لأدعو لسبعين من إخواني في سجودي أسميهم بأسمائهم .
ويقال من بلغه موت أخيه فليترحم عليه وليستغفر له، فإنه يدخل على قبور الأموات من دعاء الأحياء من الأنوار مثل الجبال .
وقال بعض السلف الدعاء للأموات بمنزلة الهدايا للأحياء، فيدخل الملك على الميت ومعه طبق من نور عليه منديل من نور فيقول هذه هدية لك من أخيك فلان، من عند قريبك فلان،
قال فسيفرح بذلك كما يفرح الحي بالهدية .
حكى عثمان بن سواد وكانت أمه من العابدات قال لما احتضرت رفعت رأسها إلى السماء وقالت يا ذخرى ويا ذخيرتي، ومن عليه اعتمادي في حياتي وبعد مماتي لا تخذلني عند الموت ولا توحشني في قبرى .
قال فماتت ، فكنت آتيها كل جمعة وأدعو لها ، وأستغفر لها ولأهل القبور، فرأيتها ليلة في منامي فقلت لها يا أماه، كيف أنت ؟
قالت يا بنى إن الموت لكرب شديد، وأنا بحمد الله في برزخ محمود يفترش فيه الريحان، ويتوسد فيه السندس والإستبرق إلى يوم النشور، فقلت: ألك حاجة؟
قالت نعم، لا تدع ما كنت تصنع من زيارتنا ، فإني لأُسر بمجيئك يوم الجمعة إذا أقبلت من أهلك فيقال لي هذا ابنك قد أقبل ، فأُسر ويُسر بذلك من حولي من الأموات .
وقال بشار بن غالب ،رأيت رابعة في منامى، وكنت كثير الدعاء لها فقالت لي يا بشار هداياك تأتينا على أطباق من نور، مخمرة بمناديل الحرير ، قلت وكيف ذلك ؟
قالت، دعاء الأحياء إذا دعوا للموتى واستجيب لهم جُعِل ذلك الدعاء على أطباق النور وخُمِرَ بمناديل الحرير، ثم أُتِىَ به إلى الذي دُعِيَّ له من الموتى ، فقيل له هذه هدية فلان إليك .
وعن أنس بن منصور قال، كان رجل يختلف إلى الجنائز، فيشهد الصلاة عليها فإذا أمسى وقف على باب المقابر فقال ،آنس الله وحشتكم، ورحم غربتكم، وتجاوز عن سيئاتكم ،وقبل حسناتكم .
قال ذلك الرجل، فأمسيت ذات ليلة ولم آت المقابر فأدعو كما كنت أدعو، فبيمنا أنا نائم إذ أنا بخلق كثير قد جاءوني ،
فقلت من أنتم ؟ وما حاجتكم ؟
قالوا نحن أهل المقابر إنك كنت عودتنا منك هدية ،فقلت وما هي؟ قالوا الدعوات التي كنت تدعوا بها، قلت فإني أعود لذلك، فما تركتها بعد .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ ،إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له» .