يقول الله سبحانه وتعالى :-
﴿ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ﴾
أنتم لستم كذلك، لأنكم مخيرون اختلفتم؛ هذا آمن، وهذا كفر، وهذا أحسن وهذا أساء، وهذا شكر، وهذا لم يشكر، هذا كان أميناً، وهذا كان خائناً، وهذا كان صادقاً، وهذا كان كاذباً، لأنكم مخيرون اختلفتم ؛ لو أنكم غير مخيرين لما اختلفتم .
لذلك يقول سبحانه وتعالى:-
﴿ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾
الاختيار يقتضي المسؤولية :-
الاختيار يقتضي المسؤولية والتبعة، إن الله أمر عباده تخييراً، ونهاهم تحذيراً، وكلف يسيراً، ولم يكلف عسيراً، وأعطى على القليل كثيراً، ولم يَعصَ مغلوباً، ولم يُطعْ مكرهاً .
جيء برجل شارب خمر إلى سيدنا عمر فقال: والله يا أمير المؤمنين إن الله قدر عليَّ ذلك، فقال : أقيموا عليه الحد مرتين! مرة لأنه شرب الخمر، ومرة لأنه افترى على الله !
لذلك يقول الله عز وجل :-
﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )
هو مخير، ومكلف، وسوف يحاسب .
يقول رب العزة سبحانه وتعالى :-
﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى( )أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى() ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى( ) . فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى( )أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (
ويقول سبحانه وتعالى :-
﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ﴾
هذه الآية تعني أن الإنسان مخير، وسوف يحاسب على اختياره، لِمَ فعلت كذا ولِمَ لمْ تفعل
فإحذروا أن تزل قدم بعد ثبوتها كما جاء في قوله تعالى :-
﴿ وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾