بقلم دكتور / عماد السيد ابوحسن
النكتة التي تُهين الزواج وتُحقّر من شأنه ، هي سخافة وحقارة وازدراء بالدين في عقد هو من أجلّ عقوده التي حصنها تحصينًا يُبعده عن أي شبهة أو تُهمةٍ ، ثم تمتد هذه السخافة لتُهين الزوجة وتجعل الزوج يتمنى موت زوجته أو أنه لو عاد الزمان به لما فكر في الزواج منها أو من غيرها، وغير ذلك مما ينتشر إنتشارا واسعًا ويلقى صداً مطردًا لدى طبقات مختلفة، هذه السفالة هي صناعة شيطانية وفكر دخيل على ثقافتنا الإسلامية وأعرافنا العربية الرصينة ، هذه النكات البذيئة تهدُف إلى صد الشباب عن الزواج وحثهم على التحرر من القيود المزعومة للزوجة والأولاد والمسؤولية وغير ذلك ،وإذا كان الأمر على هذا النحو فما البديل عن هذا الطريق سوى العلاقات المحرمة بين الشباب والفتيات والوقوع في براثن الزنا والفجور وقل ما شئت من هذه الموبقات.
مثل هذه النكات السيئة هي بمثابة سهم مسموم لضرب المجتمعات المحافظة على دينها وتقاليدها حتى تتفكك الأُسرّ وتسود الفاحشة وتنتشر الرزيلة ويعم التغريب ويضيع حينئذٍ كل جميل .
فليحذر هؤلاء المروجون لهذه النكات فهم بهذا آثمون ويكذّبون الله ورسوله ، قال تعالى ” وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لآيات لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ ” انظر الى مقاصد عقد النكاح في هذه الآية ” السكن والمودة والرحمة ” ويقول النبي – صلى الله عليه وسلم- ” تَزوَّجوا؛ فإنِّي مُكاثِرٌ بكمُ الأُمَمَ ” وهذا الحديث واضح الدلالة في بيان فضل الزواج والحث عليه ،وليعلموا أنهم بصنيعهم هذا إنما يعاونون شياطين الإنس والجن لتحقيق مرادهم وأمانيهم في غلق ما فتحه الله وفتح ما يريده أعداء الإسلام وما أكثرهم .
أسأل الله أن يحفظنا بحفظه من كل سوء وأن يجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن .
إنه سميع مجيب.