بقلم / الباحثة ميادة عبدالعال
اللغة العربيّة هي اللغة التي كانت سائدة في العصر الجاهليّ، الناشئة عن الأصل الآشوريّ والعبريّ والسريانيّ، وكانت تقتصر في كتاباتها على الحروف دون الحركات ولا النقاط، حيثُ يزيد عدد حروف هذه اللغة عن اللغات الآريّة بالكثير.
إلاّ أنّ اللغويين وعلماء العربيّة اجمعوا على أنّ العرب عرفوا لُغتين: الجنوبيّة القحطانيّة ولها حروف تختلف عن الحروف المعروفة، واللغة الشماليّة العدنانيّة، وهي أحدث من لغة الجنوب، كما وأنّ كل ما وصلنا من الشعر الجاهليّ إنّما هو بلغة الشمال، لأنّ الشعراء كانوا إمّا من قبيلة ربيعة أومُضرالعدنانيتين، وقد تقاربت اللغتان بسبب الاتصال والتواصل الناتج إمّا عن الحروب، أوالتجارة، أو الأسواق الأدبيّة التي كانت تُقام كسوق عكاظ، وسوق ذي المجاز؛ وبذلك بلغت اللغة العدنانيّة أوج انتشارها خاصةً بعد نزول القرآن الكريم بلغة قريش وهي اللغة العدنانيّة.لم يكن هناك علم مُنظَّم، ولا وجود للعلماء الذين يناهلون على أخذ العلم وتدوينه أو توضيح منهاجه، ولكن الطبيعة المفتوحة بين أيديهم، وتجارب الحياة العمليّة أصبحت سبباً كافياً لمعرفة العقل الفطريّ والوصول إليه،من المعروف أنّ العلم هو نتاج الحضارات، والظروف الاجتماعيّة التي عاشها العرب في العصر الجاهلي، لم تكن تسمح لهم بتكوين علم منظم، ولا علماء متخصصين، وعلى الرغم من ذلك فقد كان للطبيعة المفتوحة الواسعة الموجودة بين أيديهم، وتجاربهم العمليّة، وسفرهم في الصحراء، تأثير كبير على عقلهم.
فقد عرفوا بعضاً من النجوم ومواقعها،واهتدوا إلى الطب توارثوه، وكانوا السبَّاقين في علم الأنَّساب والفِراسة، ويتميز العرب بل الخطابه في المعاني الجيدة والأسلوب المتين، حيثُ تكون مُؤثِرة في السامع، يخاطب بها الجمهور بهدف استمالته، أوإقناعه بفكرة، أو إرشاده إلى طريق معين يسير فيه، وانتشرت الخطبة بين الناس في العصر الجاهليّ؛ لأنّهم يحتاجونها في حياتهم العامة،تتميّز الخطابة في ذلك العصر بغلبة السجع عليها، فتكون جملها قصيرة، ومتوازنة، ومليئة بالحكمة، والموعظة، ومن أشهر خطباء العصر الجاهلي، زهير بن جناب، وهاشم بن عبد مناف