كتب :فاطمة عصمت الجرح.
لا شك أن اللغة الإنجليزية اكتسبت الكثير من الأهمية في الآونة الأخيرة بفعل اهتمام العالم من حولنا بالتكنولوجيا والعولمة، وهو ما جعل إتقانها أحد أهم المهارات الحياتية التي لا غنى عنها، وينطبق هذا على الأطفال بشكل كبير خاصة في مراحل التعليم الأساسية، حيث يُعد إتقان هذه اللغة كلغة ثانية هدفا يسعى له الكثير من الآباء لأبنائهم، لكي يتمكنوا من مواكبة التطور الذي يشهده العالم من حولنا، كون اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية الأولى في أغلب دول العالم المتقدم.
وعليه، فتعلم لغة ثانية وإتقانها في تلك المرحلة الأولى من حياتهم يسهم في ترسيخها وتعزيز قدرتهم على اكتساب المهارات اللغوية التابعة لها كالقراءة والكتابة والاستماع والتحدث.
1- أهمية تعلم اللغة الانجليزية للأطفال منذ الصغر
لتعلم الأطفال اللغة الإنجليزية منذ الصغر مزايا وفوائد متعددة؛ ومن أبرزها:
أ- توسيع مدارك الطفل ورفع درجة استيعابه
أثبتت عدة دراسات أن ازدواجية اللغة في المراحل المتقدمة من عمر الطفل تزيد من قدراته على التفكير والفهم والإدراك وكذلك تعزيز النشاط العقلي والقدرة على الاستيعاب، وذلك بشكل يفوق الأطفال الذين يتعلمون لغة واحدة فقط دون غيرها خلال مرحلة التعليم الأساسي.
ب- فتح آفاق إدراكية جديدة للطفل
حيث تسمح اللغة الثانية للطفل بالحصول على كم آخر من المعلومات الجديدة التي تثري عقله بالمعارف، فكونه يدرك كلتا اللغتين العربية والإنجليزية معًا يجعله قادرا على فهم واستيعاب مختلف المواد العلمية بطلاقة وكذلك فهم الأفلام التعليمية متعددة اللغات والكتب القصصية والتعليمية.
ج- ترفع من قدرة العقل على التخزين
حيث تجعل ثنائية اللغة الطفل في حالة من النشاط العقلي مع تحفيز الذاكرة باستمرار لتخزين واسترجاع المعلومات حين الحاجة إليها.
د- إمكانية الالتحاق بإحدى مدارس اللغات
حيث ينبغي أن يكون لدى الطفل استعداد مسبق لتعلم اللغات وفهمها، ومنها اللغة الإنجليزية، إحدى أبرز وأهم اللغات الأجنبية على مستوى العالم.
2- دور الآباء في تعلم أبنائهم اللغة الإنجليزية
خلال رحلة تعلم الطفل للغة الإنجليزية كلغة ثانية يمر بعدة مراحل يقوم خلالها الآباء بدور مؤثر وهام، حيث يظلون الداعم الأول لأبنائهم خلال مرحلة التعليم والتعلم، ومن أهم اسهاماتهم في تعلم أبنائهم لهذه اللغة:
• دعم الأبناء في فهم المعلومات الجديدة وتوصيلها بأبسط الطرق.
• التركيز على التعلم باللعب والأنشطة الترفيهية بدلًا من الطريقة التقليدية في اكتساب المعلومات اللغوية.
• التركيز على نقاط القوة لدى الطفل وتنميتها، والتخلص من نقاط الضعف لكي يضمن الآباء تحلي أبنائهم بعدد من المهارات الهامة.
• توفير كافة سبل الدعم لكي يستمع الطفل للّغة الثانية مثلها مثل اللغة الأولى، و هو ما من شأنه أن يسهم بشكل كبير في فهمها واستيعابها من قِبَل الطفل.
3- دور التقنية في تعلم الأطفال للغة الإنجليزية
لقد ساهمت التقنيات الحديثة في تيسير سبل تعلم الطفل للغة الإنجليزية، حيث ظهر مؤخرًا اهتمام كبير بالتطبيقات التفاعلية الخاصة بالهواتف المحمولة (الذكية) والتي يمكن للطفل من خلالها اكتساب الكثير من المعارف والمهارات والمعلومات بشكل ترفيهي غير مباشر.
كما يوجد عدد من الألعاب الالكترونية التعليمية التي تمرر للطفل مهارات اللغة واحدة تلو الأخرى بشكل سلس وتفاعلي، تمكنه من اكتساب المعلومات الأساسية كالأبجدية والأرقام وأصوات الحروف وطريقة كتابتها، بالإضافة إلى بعض الكلمات البسيطة التي يمكن للطفل نطقها وكتابتها فيما بعد، كأسماء الأشياء المحيطة به والحيوانات والمهن وغيرها.
4- أفضل طرق تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال
توجد العديد من الطرق الفعالة التي يمكن من خلالها تعليم الأطفال لغة أجنبية وإكسابهم مهارات متعددة بشكل ترفيهي مميز ينبذ الملل عنهم ويحببهم في تلك اللغة الجديدة؛ ومن أهم هذه الطرق:
أ- التعلم بالصور
وذلك باستخدام بطاقات الصور ذات الألوان الزاهية والصور المميزة، لتمنح الطفل متعة التعلم وتجعله يشعر وكأنها لعبة ترفيهية محببة له.
ب- التطبيقات الإلكترونية
حيث تعتبر من أحدث طرق التعلم التي تبهر الأطفال كثيرًا وتجذبهم للتفاعل معها، ولكن يجب أن يكون هناك إشراف أسري على تعامل الطفل مع تلك التطبيقات الإلكترونية.
ج- التعلم بالمجسمات
حيث يمكن في المراحل الأولى من تعلم اللغة الإنجليزية استخدام مجسمات بسيطة وملونة للحيوانات والأشياء والطيور ومحاكاتها باستخدام الاسم الإنجليزي الخاص بها، مما يُحدث تآزرا بصريا حركيا لدى الطفل، يثبت لديه المعلومات ويساعد على تخزينها في الذاكرة لحين الحاجة لاستردادها مرة أخرى.
د- التعلم بالأغاني
جميعنا نعلم تأثير سماع الطفل للأغاني التعليمية باللغة الإنجليزية، حيث تعمل على إكسابه مهارتي الاستماع والتحدث، مما يجعله يستمع ويدرك المعنى ليتحدث بطلاقة فيما بعد.
هـ- التعلم بالمحاكاة
عن طريق مشاهدة فيديوهات باللغة الإنجليزية لمواقف وقصص يمكنه من خلالها الاستماع للطريقة الصحيحة لنطق الكلمات وكذلك مهارات التحدث مع الآخرين.
هكذا إذن نخلص إلى أن اهتمام الدول العربية وما بها من مؤسسات تعليمية بدمج المناهج الإنجليزية ضمن المناهج الدراسية المعتمدة منذ أولى سنوات التعليم الأساسي للطفل، جاء انعكاسًا لما تمثله اللغة الإنجليزية عالميا وفي شتى المجالات.