بقلم .. طارق سالم..
ستظل أهل بلدي ميت رومي في رباط ليوم الدين رغم أنف كل حاسد أو حاقد أو مستغل أو مستغل أو مدفوع من بلد أخر هنا أو خارجها .
يجب علينا أن ننتبه جيدا إلى ما يراد بأهل هذه البلدة من كيد أهل الشر لأنها ميت رومي وستظل دائما بلد الطيبة والكرم بأهلها الطيبين .
سوف أعود بكم إلى ذاكرة الماضي الجميل عندما كانت بلدي ميت رومي بلد ريفي جميل بسكانها وأهلها الطيبين المتكاتفين والمتعاونين بعضهم لبعض وكانت من سماتهم العليا هي الحب والحنان ونشر الأمن والأمان وكان من سماتهم احترام الرموز العليا وتوقيرهم وكان كبيرهم مثل وقدوة لكل من يعيش بها ويعطف على فقيرها ويقوى ضعيفها ويمشى بينهم وهو فرحا مسرور بهم وبأخلاقهم وطيبتهم الخالية من الحقد والغل والحسد وكأنهم عائلة واحدة وهم بالفعل كانت بلدي ميت رومي عائلة واحدة لها اصولها النسبية وجذورها الثابتة التي تنبت فروعا قوية خضرة تحمل أجمل الثمار التي تسر العين وتسعد القلب لتصبح هي الدليل على اصل الجذر وجماله وتكون الدليل على أن ثمارها هي النافعة هي المغذية هي التي تظلل على أرضها ليطمئن كل من يمر على سطحها وتنعم قدماه بتربتها .
• وكانت بلدي ميت رومي هي دار الضيافة لكل المارين والنازحين كان أهلها يفتحون دورهم لاستقبالهم والعيش بجوارهم ويصبح متاعهم زاد لهم ودورهم سكن لهم دون تكليف حتى أصبح كل من كان يريد السكن يجده دون معاناة أو تردد من أهلها بل كانوا في ترحاب دائم لتوفير لهم السكن والمأوى حتى وإن كانت حجرة من حجرات الدار وليصبحوا من اهلها .
• وكانت هناك تجارب كثيرة جدا على ذلك وكنا نعيش سويا بحب واحترام واخلاق ووقار حتى تأقلم كل منا على الآخر وكأنه من أهله ومن نسله وكنا نلعب ونلهو سويا كنا نقتسم اللقمة بيننا وكنا نفترش فراشا وكنا نجلس على مصاطبنا أمام دورنا ونستمع بهواها الجميل الخالي من السموم والأغلال كانت قلوبنا مليئة بالحب وتنبض بالألفة والتراحم .
• كانت من صفات أهل بلدي هي الطيبة الحقيقية الخالية من النفع وتبادل المصالح كان أهل بلدي يمدون يد العون إلى كل مار أو وارد أو نازح إليهم و من سماتهم الصحبة المخلصة والكلم الطيب والإيثار الدائم لكل من يحتاج إليه مهما كانت حتى ولو على حساب نفسه وأهله وداره وكانت من سماتهم الدائمة هي إطعام الطعام من الزروع بأنواعها الكل يتسابق لمد يد العون وتبادل الزروع بينهم حتى لقمة العيش كان كل منهم يتسابق على إطعام جاره وأهله منها قبل أن تدخل جوفه دون نفاق أو رياء بل بحب وإخلاص وهو فرح سعيد كانوا يتقاسمون الصواني والأطباق كانوا يتقاسمون تبادل الخيرات حتى تصبح عيشتهم واحدة ولقمتهم واحدة وسكنهم واحد وأرضهم واحدة وسماهم واحدة وقلبهم واحد وطريقهم واحد تراهم في تعاون دائم في الأحزان يشاركون الدمعة وتألم القلب وفى الأفراح يشاركون الفرحة وسعادة القلب وكأن الحزن يشملهم والفرح يعمهم .
• ومر الزمان على هذا الحال حتى جاءت سنوات عجاف تغير فيها هذا الترابط والتلاحم عندما نزح أليها نوع أخر من البشر نوع خالي من المحبة والود نوع لم يشبه أهلها نوع تجده شديد قسوة القلب نوع وجد الطيبة بأهلها فعمل على استغلالها بغباء وفكر ضال نوع لم يعرف الطيبة نوع لم يتربى على الحياء نوع لم يراعى حرمة الدور وأهلها لم يراعى حرمة الطرقات والأقدام التي تمشى عليها نوع جاء من بعيد بفكر شارد في كل أنواع الشر الذي دخل على بلدتنا دون مقدمات والتي لم تعلمه ولا تعرفه ولا تعتاد عليه ولكن هؤلاء النازحين جاءوا بخبث ومكر ودهاء ومسكنة حتى ينالوا ثقة أهل بلدي الطيبين كعادتهم جاءوا وللأسف بعد أن نالوا ملازهم من السكن اصبح كل منهم يسعى لتحقيق هدفه اللئيم الخبيث ويسعى بالأرض فسادا وللأسف الكثير منهم اصبح محسوب على أهل هذه البلدة وجرائمه وأفعاله محسوبة على أهلها وهم منها براء .
• ولكن مهما كان أنواع هؤلاء النازحين وأفكارهم وأفعالهم فهم راحلون مهما طالت سكنهم لابد أن يرحلوا دون عودة إلى أصلهم وجذورهم التي لا تنبت إلا نكدا تنبت ثمار غير سوية
• ستظل بلدي ميت رومي بلد الطيبة والكرامة والحب والصدق والإخلاص ستظل هي كما كانت بالماضي بلد الكرم وحسن الضيافة وأتمنى من أهلها أن يتحروا الدقة في إيواء كل نازح مهما كان وأن لا تأخذهم طيبة القلب لسكن مثل هؤلاء مهما كان وأن يعود أهل بلدي للتعاون والتكاتف لأننا اصبحنا غرباء بها وهم سكانها الأصليين للأسف كما يشاع علينا الأن كل ينطق ويقول ميت رومي أصبحت كلها غرباء وهذا ما يحزنني ويألم قلبي
• وعلى مثل هؤلاء الغرباء والنازحين لابد أن تحترموا مأواكم وأن تستقيم افعالكم وأعمالكم حتى تنالوا ثقة أهلها وتصبحون منهم أخوة متحابين .