بقلم د. أحمد عبد الحميد.
اللعب هو مفتاح التعلم والتطور لدى الأطفال، فمن خلاله يكتشف الطفل بيئته ويتعرف على عناصرها ومثيراتها المتنوعة، ويكتشف ذاته ويعرف مركزه وموقعه ويتعلم أدواره وأدوار الذين يحيطون به ، كما يتعلم ثقافته وثقافة مجتمعه وقيمه، ويطور قدراته ومهارات التفكير المختلفة التي يحتاجها في رحلته على طريق النماء والتطور. ومن خلال اللعب يكتسب الطفل كثيراً من المعلومات التي يصعب اكتسابها من الكتب المدرسية، فاللعب هو مدرسة غير رسمية للعلاقات الاجتماعية. كما يكتسب اللغة، مفردات واصطلاحات وعبارات وجمل كأداة أساسية وهامة من أدوات التفاعل والتواصل مع العناصر البشرية في البيئة، لذلك فإن اللعب يحتل مكانة هامة في عملية التعليم عند الطفل، فهو عجينة قابلة التشكيل، كما أنه صفحة بيضاء، بمعنى أنه يشكل حسب منهجية معلمه ومدرسته
ويتيح اللعب الفرصة للطفل لتعلم مجموعة من المهارات الجديدة منها التجربة، والاستكشاف والتقليد، مما يساعده على استكمال المهام التنموية للمرحلة العمرية التي يمر بها. واللعب والتعلم في المرحلة العمرية المبكرة يساعدان الأطفال على اكتشاف أنفسهم واكتشاف العالم، كما يساعدان على الإعداد لمرحلة التعليم الابتدائي.
ومن ناحية أخرى نجد أن الكثير من الآباء والأمهات يعتبرون اللعب في هذه المرحلة مضيعة للوقت. ولكن الدراسات العلمية تؤكد أن للعب وظائف مهمة بالنسبة للطفل، كما أنه يتيح للأطفال فرصة اختبار قدراتهم عند التفاعل مع البيئة.
لذا فمن الضروري خلال فترة الطفولة أن يختار الوالدان ألعاب أطفالهم بعناية، وألا تكون اللعبة مجرد وسيلة لإلهاء الطفل ليقضي بها وقت فراغه، أو أثناء انشغال الوالدين أو من يقوم برعايته، بل يفضل أن تكون اللعبة هادفة وتعليمية كلما أمكن ذلك. وللمدرسة دور محوري وأساسي في تنمية ذلك
كما يمكن استخدام ما لدى الطفل من ألعاب حتى لو كانت بسيطة لتحقيق أهدافاً تربوية. ويعتبر انتقاء ألعاب الطفل مهمة الأسرة والمدرسة في المقام الأول، حيث توجد علاقة قوية بين التعلق بألعاب العنف والدمار مثل المدافع والصواريخ وبين تعامل الأطفال بعنف مع الحدائق والاتجاه إلى قطع الأزهار وكسر الشجيرات. ومن المهم الابتعاد عن هذا النوع من الألعاب الذي ينمي العنف لدى الطفل، والاتجاه نحو الألعاب التي تنمي ذكاء الطفل، وتلك التي تساهم في حب الطفل لبيئته وتعلقه بها مثل ألعاب حيوانات الغابة والشجيرات، وكذلك الألعاب التي تعرف الطفل بالمهن المختلفة مثل لعبة الطبيب ورجل المرور، على أن يشارك الآباء والمعلمين أطفالهم في اللعب ليزودوهم بالمعلومات السليمة عن كل لعبة، فيحصل الطفل على معلومات جديدة مفيدة من خلال اللعب. وتعتبر المدرسة حاضنة لكل فكر جديد تربوي وتعليمي وعليها دور موازي لدور الأسرة في انتقاء الألعاب التعليمية التي تساعد على النمو العقلي والفكري والثقافي وصولا للعب الإبداعي