كتب :أحمد عبد الحميد.
التعليم والثقافة عنصران مهمان جدًا في تكوين مجتمع قوي ومتماسك، ولا تقوم أمة إلا من خلال مثقفيها وتمتع شبابها بقدر من التعليم يمكنه من التفاعل والتواصل مع مكونات المجتمع للنهوض والتقدم وتحقيق الرخاء المجتمعي وتسهيل التفاعل بين أفراد المجتمع والحفاظ علي هوية البلد وثقافاته.
مفهوم الثقافة
أصدرت منظمة اليونسكو نصا تعريفيا للثقافة في عام 2002م جاء فيه انه ينبغي أن يُنظر إلي الثقافة علي إنها مجموعة مميزة من النواحي الدينية والعقلية والمادية والعاطفية للمجتمع او لجماعة من الناس ، وهي بذلك تشمل أسلوب الحياة وطرق المعيشة والقيم والعقائد والعادات إلي جانب الأداب والفنون.
ويشير مفهوم الثقافة الي المعرفة بشكل عام ، فأن تكون مثقفا هو أن يكون لديك معرفة عن كافة المجالات المختلفة كالأداب والفنون والمعارف والثقافات الأخري ، وهو نشاط نابع من رغبة الفرد في المعرفة والإطلاع والتفكير ورغبة في التواصل والتعبير عن معتقداته وأفكاره مع الأخرين
تنقسم الثقافة إلى نوعين من التصنيفات وهي:
الثقافة المادية: وهي التي تعبر عن النتاج المادي للعمل البشري في المجتمع متمثلا في أدوات المجتمع وطريقة معيشته وآلاته وادواته.
الثقافة اللا مادية: وهي مجموعة القيم والأفكار والمعتقدات التي يؤمن بها الفرد وتراثه والذي ينعكس علي سلوكياته وتعاملاته مع الأخرين.
كيف تكون شخصية مثقفة شاملة؟
الثقافة عملية مستمرة متسلسة لا تقف عند عمر معين فالمثقف لا يتوقف عند عمر معين من المعرفة ولا تقتصر معرفته علي الخبرة العلمية التي يتلقاها في مجال العمل ، لذلك المثقف دائم الإطلاع والتعلم .
الإلمام بكل نوع من أنواع الثقافة والنظر للأمور بعقلية متفتحة وتفكير ناضج .
عدم التسرع في اصدار الأحكام علي الأمور الا بعد الإطلاع والمناقشة ومعرفة بواطن الأمور.
الثقة بالنفس والرغبة في تطوير الذات من عوامل تكوين شخصية مثقفة قوية .
التعليم هو نظام معرفي متسلسل يقوم علي إعداد مناهج تعليمية وتربوية مدروسة لإكساب الأفراد المعارف الحياتية والعلمية ومبادئ العلوم المختلفة وله وزارة مسئولة عن ضبط و تنظيم تلك العملية .
كما يعد التعليم العامل الرئيسي الذي يساعد علي تكوين روابط من الأفكار والمعتقدات والأليات بين الأجيال المتلاحقة الأمر الذي يجعله مجتمعا حقيقيا متماسكا .
و التعليم في مفهومه الحقيقي لا يقوم علي مواد درا سيه يدر سها الطالب ويحفظها حتي يتثني له إجتياز الإمتحان في اخر العام ، إنما هو عملية متكاملة يقوم من خلالها الفرد بإكتساب المعرفة والسلوكيات والقيم التي تؤهله لأن يكون عضوا فعالا في المجتمع وقادر علي التوا صل داخل المنظومة المجتمعية .