عمر العلاونة
عُذراً لِبغدادَ حُزنُ الشامِ يدميني
موتٌ ببغدادَ, من منكم يواسيني؟
:::::
:::::
عذراً… وهل تنفعُ الاعذارُ في زمنٍ؟
اضحى الفراتُ دماً بالموتِ يسقيني!
:::::
:::::
لا دجلةَ الخير يجري ماؤهُ عسلاً
ولا البساتين أضحـت كالبساتيـنِ
:::::
:::::
يمشي بهِ الموتُ من بغدادَ منبعهُ
والنارُ فـي حلـبٍ مــن فيــهِ تنيــنِ
:::::
:::::
مواكبُ الموتِ تترى في ازقتها
وكُلـما عَطشـت تُسـقى بغِسليــنِ
:::::
:::::
يا رب هذي يدي تدعوك ضارعةً
أبرد على حلب نار الشياطينِ
:::::
:::::
وكن الهي لها عوناً ومنتقماً
ها هم يُبادونَ بين الحينِ والحينِ
:::::
:::::
قد أُذهلت كل أمٍ عن حَشاشتها
وقُطِّعت ذات حملٍ بالسكاكين
:::::
:::::
يا ربي حتى دُمى الاطفال ما سَلِمت
حتى الرضيعُ, وحتى غصن زيتونِ
:::::
:::::
وبُدَّلت أرضُها غيرَ التي كانت
حتى السماوات ثارت كالبراكينِ
:::::
:::::
وابعث الهي مِن الاجداثِ مَن رحلوا
هذي القيامةُ جاءت بالبراهينِ
يا رب
