بقلم حسين ابوشنب السبيلى
فى ظل تطبيق التكنولوجيا فى كل شئ فى الحياة … بكى الحنطورجى بكاءا شديدا لمعاناة الحصان عندما نظر إليه والدمع ينزف من عينيه شاكيا من قسوة المطبات التى تتفاعل مع عجل الحنطور الكبس القديم …تفاعلا عكسيا للسير والسرعة مما يعرض الحصان للأذى والضرب .
فأخذ يفكر ناظرا حوله فى كل شئ تطور حوله…. فخطر فى باله ان يريح نفسه و يبيع الحنطور ، ولكن وجد نفسه سيخسر عمله وما هان عليه أن يفقد الحصان وعشرته … فقرر أن يسعد الحصان ويطور الحنطور ، فأمسك بعصى صغيرة وهو جالس تحت شجرة التوت ساعة عصرية …. ورسم على الأرض خطوطا متداخلة ثم قام بتوضيحها … لتكون عبارة عن شكل جميل لسيارة بدون محرك … وقال فى نفسه ماينقصها إلا عريشين (قضيبان جر من الحديد يدخل بينهما الحصان )ويجرها الحصان .
وفورا ذهب إلى السمكرى وعرض عليه الفكرة رسما بالطباشير …. فقال له طلبك عندى ياسطى وهايعجبك قوى… فأحضر له سياره قديمة مكهنة ، فقال له إن منظرها لايعجب الزبائن ولا تعجب حتى الحصان ، فرد السمكرى عليه حاضر ياسيدى … إسبوع واحد واستلمها على الفابريكا بكامل تجهيزاتها كمان .
فأوفى السمكرى بوعده وأخرجها بنفس الصورة المرفقة …. وقال للحنطورجى أي خدمة ياريس أحدث طراز ألمانى معدل يفتح نفس الحصان للعمل … ولا الحوجة للبنزين والسولار ، تقدر كدة تخلى الفيزيته بالدولار .
فتغندر الحصان مسروراً بين الخضرة والهواء النقى … وغنى الحنطورجى على أنغام النسيم وزقزقة العصافير وقال :
ماحلاها النزهه ياماحلاها … وقت الصبحية ما أصافها … طبيعة حلوه والنسيم وياها .
هل أعجبتكم