كتب محمد الشامي
كان محبًا مجاملًا رغم بساطته، شابًا هادئًا مكافحًا، يسعى للحصول على لقمة عيش كباقي الشباب، استطاع أن يدخر جزءً من المال ليشتري مركبة «توك توك»، للعمل عليها وكسب المال الكافي للزواج والاستقرار، إلا أن القدر كان أسرع من تحقيق حلمه، فالشاب شادي محي الدين أبو زيد، البالغ من العمر 25 عاما، والمقيم بقرية «أم الشعور» التابعة لمركز الحامول في محافظة كفر الشيخ، أحب فتاة من قريته وقررا الارتباط وحينما حانت اللحظة كانت السعادة تملا وجهيهما إلا أنه توفي أمام خطيبته أثناء شراء الشبكة ليتحول الفرح إلى مآتم وصراخ وعويل.
سقط على الأرض ليموت أمام خطيبته وأهله
«مات بين أيدينا، اختاروا الشبكة وهو كان يخرج ويدخل وصاحب المحل بعت يجيب له دبلة، فلما اتأخرت نادى على حد وقاله لو الدبلة هتتأخر ابقى أجي أخدها بكره أنا عايز أمشي، ثم وضع يده على وجهه ورأسه وقام من مقامه وذهب ناحية الباب ليسقط على الأرض وسط حالة من ذهول أهله وخطيبته والحضور، وقفنا للحظات لا ندري ماذا نفعل، عينان مفتوحتان وأنفاس تنقطع ووجه شاحب ليست فيه آثار الدم ، نزلت على الأرض لمحاولة إنقاذه حاولت أن اضغط على قلبه أو أن أقرأ عليه فاتحة الكتاب تبركا وتيمنا ولكن والده احتضنه وأنا سرعان ما وقفت من هول اللحظة، لحظة الموت»، هكذا ما دونه المهندس محمد طلحة، أحد شهود العيان على وفاة الشاب، في منشور عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي « فيس بوك».
أحد الجيران يروي تفاصيل من حياة الشاب
وأكد كامل البلاصي، أحد جيران الشاب المتوفى، للجمهورية ، أن الشاب المتوفى كان خلوقا، وشعر بتعب قليل قبل خطوبته بيوم واحد، وذهب للطبيب وأخذ علاجا، وقبل ذهابه لشراء دبل الخطوبة «شبكته»، رقص في فرح أحد جيرانه ثم توجه لشراء الشبكة فسقط فجأة: «كانوا اشتروا الشبكة خلاص ودفع تمنها، وفجأة حط أيده على راسه ووقع عند الباب فمات فجأة قدام خطيبته وأهله، ملحقش يفرح، كل أحلام والده اتدمرت في لحظة، وشادي ليه أخ وأخت، وكان بيجري على لقمة عيشه، ودفن جثمانه في الساعات الأولى من صباح اليوم».