كتب نور عبد الحميد
رغم عمره الذي تخطى 80 عامًا، إلا أنه يستيقظ كل صباح ليعد الإفطار ويهتم بشؤون البيت، ثم يوقظ ابنته ذات العشرين عامًا ويأكلان سويًا، فلا يوجد في الدنيا من هو أحن عليها منه، فدائمًا هو مصدر الأمان لها، ومضحيًا بالغالي والنفيس من أجلها، حتى لو اضطر يومًا لإنقاذها من الموت المحقق مقابل حياته.
لورانس كيسي، أب يعيش مع ابنته المعاقة في بريطانيا، اعتاد الاهتمام بابنته «جيسيكا»، ولا يستطيع أن يتحمل أبدًا أن تكون في حاجة إلى شيء.. ذات يوم كانت تقود مقعدها المتحرك الكهربائي ثم فقدت السيطرة عليه فجأة لتنحرف نحو قناة مياه وتتعرض إلى الغرق.
الأب أنقذ ابنته المعاقة من الغرق وتوفي
كان «لورانس» وابنته في منطقة كورنوال، عندما سقط المقعد المتحرك في القناة المائية، ولم يتحمل الأب البطل، رؤية ابنته العاجزة عن الحركة تغرق ليتدخل لإنقاذها، ويغرق هو بعدما تمكن من إنقاذ حياتها، بحسب صحيفة «مترو» البريطانية.
وتمكن بعض المارة من نقل الفتاة العشرينية بعد إنقاذها من الغرق إلى المستشفى، وهي تتعافى الآن في المنزل، ولكن الأب فارق الحياة: «لقد كرّس نفسه لرعاية ابنته المعاقة وكان آخر عمل أحبه كأب هو التضحية بحياته لإنقاذ حياتها»، بحسب حديث أسرة الأب الراحل.
وتابعت الأسرة حديثها في حزن: «نتقدم بخالص أمتناننا للذين ساعدوا أيضًا في إنقاذ حياة جيسيكا، لقد صدمنا بشدة بالطبع ولكننا ندين بالشكر لأولئك الذين ساعدوا في إنقاذها».
وقالت متحدثة باسم شرطة «ديفون وكورنوال»، إنه تم استدعاء خدمات الطوارئ إلى قناة «بود» المائية بعد بلاغات عن سقوط شخصين في المياه إثر حادث، مشيرة إلى إنقاذ الفتاة على يد والدها ونقلها إلى المستشفى من قبل المارة، بينما توفي الأب غرقًا حيث لم يتمكن من إنقاذ نفسه، وتم التأكد من وفاة الرجل الثمانيني في مكان الحادث وإبلاغ أقربائه: «لم يتم التعامل مع الوفاة على أنها مريبة وسيتم إعداد ملف للطبيب الشرعي».