كتب / رضا محمد حنه
أمين مركز فارسكور
لحزب الحرية المصري
و محرر في جريدة دمياط اليوم
و كاتب في موقع الجمهورية اليوم
محافظة دمياط
محافظة ساحلية كما يعلم الجميع و هي قِبلة صناعة الأثاث في الوطن العربي و مهد الحلويات الشرقية و الأب الروحي للجبن ( الدمياطى الشهير ) و أيضا صيد الأسماك
و لكن أفضل و أشهر شئ و ما يميزها هو الإنسان الدمياطى
صاحب الروح الخفيفة و الثقافة الاقتصادية المتميزة
دمياط بها ما يقترب من المليونين نسمة و بها ما يقرب من مائة ألف ما بين ورشة صناعة أثاث أو معرض لبيعه أو معرض لبيع الأخشاب و مستلزمات الصناعة
و بها ما يقرب من مائة ألف أيضا من مراكب الصيد على كل المستويات و الأحجام و أيضا محلات لبيع الآسماك
نظرا لوجود
البحر و النهر و البحيرة
و بها آلاف مصانع و معامل و محلات الجبن
و تعتبر دمياط المحافظة رقم ثلاثة بعد الشرقية و كفر الشيخ في إنتاج المحصولين القوميين بالنسبة لمصر ( الأرز و الشعير )
و لقد صدرت دمياط لمصر و العالم العربي و الخارجي الكثير من الكوادر العلمية و الثقافية و المهنية
فهي من أهم محافظات مصر الاقتصادية و العملية
الا ان بها بعض الأشياء التي جعلتها في مؤخرة الترتيب بين محافظات مصر كلها
و السبب الرئيسي يعود إلى ثقافة المواطن الدمياطى
مثلا …
كانت دمياط قد تم تصنيفها بأنها من أفقر محافظات مصر بعد أسوان و أسيوط و المنيا و قنا من حيث متوسط دخل الفرد و يتم ذلك عادة من خلال إحصائيات مالية من البنوك و مدى تعامل المواطنين معها
الا ان دمياط لوحدها قد استثمرت ما يقرب من أربعين مليار في قناة السويس الجديدة، مما أثار نحوها تساؤلات كثيرة
لا أرصدة في البنك و لكن يخرج كل هذا المبلغ منها فمن أين كل هذه المبالغ ؟
و قد وصل المحللون أن المواطن الدمياطى إذا كان يملك مليون جنيه فيضع في البنك خمسون أو مائة ألف فقط و الباقي يحتفظ به معه مما اخرج دمياط في عام 2019 – 2020 م من بين المحافظات الأكثر فقرا
و بناء عليه أيضا تم عمل مدينة الأثاث و لأن ثقافة المواطن الدمياطى لا تتماشى الا مع الورشة تكون تحت البيت و البيع و الشراء يمثلا جزء من الأسرار الخطيرة و الهامة فقد أعرض عن الذهاب إلى هذه المدينة و التي تم إنشاؤها بتكلفة عالية جدا و ظلت فترة كبيرة دون إنتاج
أن مشكلة دمياط الكبرى تقبع في عدم فهم المواطن الدمياطى و التعرف على ثقافته
ذهب ذات مرة كسينجر إلى الملك فيصل رحمة الله عليه فاستقبله في خيمة وسط الصحراء حيث لا اي شيء من معالم الترفيه و هذه كانت رسالة لـ كسينجر انهم يستطيعون أن يتخلوا عن كل أنواع الرفاهية المستوردة من بلاد العم سام
و كذلك المواطن الدمياطى في امكانه أن يتخلى عن كل أنواع الرفاهية ، سيستغني عن السيارة و يركب دراجته و يشمر عن ساعديه و يبني نفسه من جديد
أن مشكلة دمياط الكبرى أن المواطن الدمياطى لم يجد من يفهمه جيدا و لا يتحاور أو يتناقش معه
الدمياطى يؤمن بالحسد إيمانا عميقا راسخا و لا يحب أن يطلع على رزقه احد
الدمياطى يستطيع أن يصل الليل بالنهار من أجل الوصول إلى هدفه
الدمياطى عندما يقوم بصناعة غرفة نوم أو صالون فإن من أساسيات صناعته انها لابد أن تأتي له بزبائن جديدة و تخلق الولاء لدى المشتري
الدمياطى ليس بطماع و لا طامع في شيئ ليس له و لا من حقه و لكنه لا يفرط في حقه ابدا
فلتعطوا دمياط حقها في الميناء و في مدينة الأثاث كاملا و انتظروا باريس مصر
أعطوا لدمياط تعليم و مدارس و كليات تساند السوق الدمياطى و ستجدوا برلين مصر
امنحوا دمياط ميناء صيد الأسماء و صناعة الأسماك و ستجدون ميلانو مصر
أحيوا مزارعين دمياط و قدموا لهم كل الدعم و المساندة و ستجدون سويسرا مصر
اجعلوا من يحكم في دمياط أبناءها من يفهمون أهلها و ثقافتهم و عاداتهم و تقاليدهم و ستجدون بلد آخر
أعيدوا دمياط إلى الدمايطة
و ستجدون انها تستحق فعلا أن تنال فرصتها
انها دمياط يا سادة