الرحالة «رضا»: «جنوب إيطاليا نسخة من مصر.. والباسبور المصري حلم في بعض الدول»

 

 

كتب محمد صبري الشامي 

دائمًا ما يكون المجهول لغزًا يثير الفضول، تبحث ورائه لتستكشف وتشبع رغبة الفضول الفطرية، وبالطبع هذه الرغبة تزداد وتصل لذروتها عندما يكون الأمر مرتبط بالسفر خارج بلدك، إذ أن اكتشاف الأماكن الجديدة لها سحر خاص، يجعل البعض أثيراً للتجربة والمغامرة إلى رحلة لفهم الثقافات والحضارات الأخرى، ويكتسب بها خبرات تجعله شخصية جريئة ومغامرة.

 

رضا سيد، رحالة مصري، قرر منذ ثلاث أعوام أن يكتشف العالم، ويرى الدول وشعوبها بعينه هو، لا من خلال صور رصدتها عدسة كاميرا يتصفحها وهو جالس في بيته، بل عزم على السفر من أجل متعة الاستكشاف «سفري ليس للبحث عن العمل، وإلا كنت قررت الاستقرار في بلد معين والعمل بها، لكن أنا حلمي ألف العالم، مش متخيل هعيش وأموت وفي حاجات موجودة على الأرض لسة مشوفتهاش.. والتجربة أحسن حاجة نتعلم منها»، هكذا عبر «رضا» عن شغفه تجاه حلم السفر.

 

«سويسرا، إيطاليا، بلجيكا، اليونان، السويد، المجر، بولاندا، المانيا، بلغاريا، بولاندا، البانيا، وكرواتيا، هم أبرز بلاد زرتها حتى الآن»، هكذا أوضح الرحالة، أثناء حديثه لـ«المصري اليوم»، مشيراً إلى إنه ليس مليونيرًا ويصرف أمواله لمجرد الاستمتاع، بل يعمل في كل بلد يذهب إليها ليحصل على ما يوفر له إقامة جيدة «البلاد الأوروبية المتقدمة عمومًا مفيهاش فكرة الاستمرار في وظيفة معينة طول العمر، يوجد عقد شغل بيوم أو اثنين أو شهر وهكذا، وعدد ساعات العمل لا تكون كثيرة بل أن الدول المتقدمة يكون العمل لديها ليس بالشهر بل بالدقيقة، ويكون الأجر جيد جدًا واستطيع العيش به وشراء كل ما يكفيني ويزيد».

 

أما عن البلاد التي لا يستطيع الحصول على إقامة، ومن ثم لا يستطيع الحصول على عقد عمل، يوضح صاحب الـ٣٢ عامًا أنه يتجه لنظام «التطوع»، وهو عبارة عن تقديم الخدمات من غسل الأطباق أو طهي الطعام لمدة معينة، على سبيل المثال ساعتين، في مكان إقامته (يشبه الفندق)، ويحصل على الطعام والسكن مجاناً مقابل تلك الخدمات، مؤكداً أن أكثر بلد أحبها هي اليونان «حبيتها بسبب الأكل لإنه متنوع جدًا، بعكس إيطاليا على سبيل المثال التي تعيش على المكرونة والبيتزا، والسبب الآخر لحبي لليونان أني لم أشعر فيها بالغربة مطلقًا بل أن شعبها طيب ويشبهننا، كما أن بها بحرًا وجزرًا منظرهم ساحر».

 

«على الرغم من أن هناك الكثير من الشباب يحلم بالسفر لدول مثل أوكرانيا ورومانيا، لكن في الواقع هم من يتمنون الحصول على الباسبور المصري» هكذا قال «سيد» عن الشباب التي تتمنى السفر لهذه الدول لتحقيق حلمها، مؤكداً أنها دول نامية جدًا، وبالنسبة لهم مصر متقدمة، مستطردًا حول أغرب ما رآه في الخارج، هو أكل بعض الإيطاليون للقطط رغم اهتمامهم بالحيوانات.

 

واستكمل في سرد الغرائب موضحًا أنه رأى في سويسرا مزارع تسمع البقر موسيقى وتجلب لهم متخصصين لعمل المساچ والتحرك بهدوء عندما يكون البقر نائماً، في سبيل انتاجية أفضل، ولفت أيضاً إلى أن السويد توفر أكل وفواكه شيكولاتة ومكسرات لأي شخص يعمل بأي مهنة أيًا كانت، مشددًا أن تلك الدولة قد تخطت مرحلة توفير الاحتياجات لشعبها، وبدأت تهتم بسبل الرفاهية والسعادة، و، ومن العجائب أيضاً يذكر «رضا» أن هناك سوقًا للزواج في بلغاريا، تجلس فيه الفتيات تنتظر الزوج، ومنهم من تضع المكياچ الكامل، وأخريات تتراقص على أنغام المزيكا.

 

واختتم الرحالة «رضا» حديثه، بأن ما يميز المصريين عن أي شعب آخر هو «الجدعنة حتى مع اللي متعرفوش»، ساردًا موقفًا حدث له في إيطاليا حول سيارة أحد المواطنين قائلاً «سيارته في الطين بسبب المطر، ولم يفكر أحد في مساعدته أو حتى سؤاله، وبالرغم تأخيري على موعد قطاري إذ أنني كنت مسافرًا لمكان آخر إلا أنني لم أتركه إلا بعد أن تحركت السيارة وجلست معه ما يقرب من ساعة»، متمنياً في النهاية أن تعطي مصر أهمية أكبر للآثار وتبجيلها وتقديرها بما يعلي من شأنها، لأنها أساس السياحة في مصر.

Related posts

Leave a Comment