بقلم الشيخ السيد العباسي.
لنعلم بأن الأخلاق نعمة ربانية وتاج علي رأس من اتصف بها.
ووالله لاتساوي كنوز الأرض كلها لمن تكلم ومشي والجميع يري فيه نعم الاخلاق.
فهي سلوك المسلم الفقيه بتعاليم دينه.
المتيقن بزوال وانتهاء الدنيا ؛
وان الآخرة هي الباقية؛ وأن اجر الاخلاق عظيم ومثوبته عند الله عظيمة
وعلي المسلم أن يجعلها رداءً وسلوكا للناس في حياته ليهتدي الناس بأخلاقه الي ربه.
ولاتتم الرغبة في الآخرة الا بالزهد في الدنيا ولايستقيم الزهد الا لو علم الانسان وتيقن انها الي زوال وفناء وأن الآخرة هي الدائمة والباقية
وقال تعالي (يآيها الناس إن وعد الله حق فلاتغرنكم الحياة الدنيا ولايغرنكم بالله الغرور)
ولنعلم أن الخير موجود ومازال في امة الاسلام
ولكن مانراه في مواقع الانترنت والتواصل الإجتماعي يحسسنا أن الخير قد ولي وانتهي.
ابدا الخير موجود وأهل الخير موجودين والمسلمين بخير
ولكن هؤلاء يريدون اظهار الشر وأنه لايوجد خير.
نقول لهم ماذا تقولون في هذه المواقف.
ماذا تقول لهذه الزوجة ؟
زوجة يتأخر زوجها وامه لاتنام حتي يعود وتطمئن عليه وتظل تنتظره لشدة بره بها.
فكانت الزوجة تنظر الي تعبها فتضع حذاءً له عند الباب لتطمئن امه انه قد عاد رأفة بها مع انه مازال في عمله فتسمع الزوجة حمدها وشكرها لربها لعودة ابنها من وراء الباب.
وماذا نقول لهذا الرجل ؟
فتاة تُوفي والدها وتركها مع إخوتها الصغار ولكن هناك رجل يأتيهم بعد كل صلاة جمعة ويضع لهم الطعام عند الباب.
سؤُلت هل تعرفونه ؟
قالت والله 15عاما يأتينا بالطعام ولانعرفه.
وماذا نقول لهذه المرأة ؟
منذ سنوات طوال وهي تحلب بقرها وغنمها يوميا وتضع لبنا توزعه في قوارير مختلفة الحجم وتضعه خارج البيت ليأخذ منه العمال والمارة وذلك لوجه الله.
وأخيرا ماذا نقول لهذه القصة ؟
رجل بني مسجدا لله تعالي وقبل الافتتاح نام الرجل فوجد اسما لإمرأة مكتوب علي باب المسجد.
فتعجب الرجل ثم بعد ايام يجد نفس الرؤيا
فذهب الي المسجد وسأل العمال.
هل تبرع أحد للمسجد ؟
قالوا لا ….هل أحد جاء بطوب أو رمل أو اغراض البناء قالوا لا
ثم ذهب الرجل فنام فرأي نفس الرؤيا.
فذهب وسأل ونفس الإجابة.
فجلس امام المسجد.
فرأي امرأة كبيرة عجوز فقيرة تعمل الشاي للعمال.
فسألها من انت فقالت اسمي كذا.
فقال لها وهي لاتعرفه..
ماذا تفعلين ؟
قالت اعمل للعمال شاي ابيعه لهم لآكل بثمنه.
ولكنني كان نفسي ابني مسجد كهذا المسجد لله ولكنني فقيرة.
ولكنني انتظر العربات (الكارو او العربجيه).
التي تأتي بأغراض البناء ولاأستطيع الا انني آتي بالماء واسقي الحيوانات (الحمير والخيول) ماءً
وهو ماأستطيع فعله وأجعل عملي خالصا لله واكون به سعيدة انني شاركت ولو بسقي الماء
وهنا بكي الرجل لأنه علم انه بإخلاص المرأة لربها وكأن هذا المسجد لصدقها هي التي بنته وليس هو وأخذت الثواب بفضل الله.
أحبابي ختاما.
لاتحقرن ابدا من اي عمل صالح لربك لأن الاعمال بالإخلاص وليست بكثرة الاموال والخير موجود في امة رسول الله وفي المسلمين الي قيام الساعة.
فكن انت مظهرا لهذا الخير ساعيا اليه ولو بأقل القليل..
ولاتحقرن من المعروف شيئا إن الجبال من الحصي ولنظهر الخير دائما للناس
والله اعلمات