الجزء الرابع.. لوجه الله تجعلك داعية الي الله.

بقلم الشيخ السيد العباسي

لنعلم احبتي انني ابدأ كلماتي دائما اننا نعبد ربا يعلم عنا مالا نعلمه عن انفسنا.
ولذلك الانسان الحكيم العاقل هو من يعلم ذلك ويعلم انه كلما التزم بشرع الله والتزم بتعاليم دينه وهدي نبيه فقد كتب لنفسه السعاده.
ولذلك دينك هو اصل وجودك في الدنيا.
ولكن…
من الناس من يطوع الدين لهدف شخصي فيحلل او يحرم تبعا لهواه أو منفعته.
انما المفروض العكس..
ان أُطوع هواي ومنفعتي لتعاليم ديني.
فلانفهم نصوص واحاديث النبي علي هوانا او لحزبنا او لجماعتنا.
وانما نقف عند كل أمر ونهي.
لأن الدين اولا ليس هوي او منفعه انما قضية علاقة متينه بين العبد وربه وخالقه ورازقه.
قضية اخلاص وصدق.
فعلي الانسان ان يسال نفسه دائما هل ماسأقوم به يرضي ربي .
اننا نجد بعض الناس يبذلون من مالهم ومن وقتهم ومن صحتهم لله سبحانه ولرفعة اوطانهم.
ونجد البعض الآخر همه هو مكسبه ومنفعته بل ولايرضي ابدا الا بما يراه هو حتي ان كان ضد الصالح العام او دينه واسلامه.
ولكن هل من الممكن في زماننا هذا ان نصل لهذا الرجل..
من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لاظل الا ظله (ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عينه بالدمع من خشية الله)
انسان مخلص مع ربه لايريد أن يعرف عنه احد اي شيء يعيش لله ودائم التقرب لله لعلمه بأن عمره قصير وربما سيلقي الله في اي وقت.
ولذلك فهو محبوب بين الناس.
لعلمه بحديث الحبيب النبي… خير الناس انفعهم للناس..
وقوله صلي الله عليه وسلم..
لايؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه مايحب لنفسه..
إن سعادتك لاتضاهيها سعادة.
عندما تكون سببا في اسعاد الآخرين.
ومصدرا لإدخال الفرحة علي قلوب الناس.
ولما نعلم حديث النبي..
إن من احب الأعمال الي الله إدخال السرور علي قلب المؤمن وأن يفرج عنه غما أو يقضي عنه دينا أو يطعمه من جوع…
وكان الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
يتعاهد الأرامل فيسقي لهن الماء بالليل ورآه طلحة بالليل يدخل بيت امرأه فدخل اليها طلحة نهارا فإذا بعجوز عمياء مقعده فسالها طلحة.. مايصنع هذا الرجل عندك ؟
قالت.. هذا له منذ كذا وكذا يتعاهدني ويأتيني بما يصلحني ويخرج عني الاذي.
فقال طلحة..ثكلتك امك ياطلحة اعثرات عمر تتبع. ؟
وهنا علم طلحة ان عمر يتعاهد المرأه بما يدخل السعادة علي قلبها لأنها لاتجد من يقضي حاجاتها او يطعمها.
وهذا هو حال كثير من الأرامل والايتام في زماننا هذا
وانما من الافضل ان نجعلهم معززين مكرمين في بيوتهم ويذهب لهم من يسعدهم ويقضي حاجتهم ولانخرجهم من بيوتهم ابدا..
فهنيئا لمن يُدخل السعادة والسرور علي قلب مؤمن طفلا يتيما كان او شيخا كبيرا أو امرأة ارملة.
أو اي عمل او فعل من افعال الخير ويسهل احوال وامور المسلمين ويخفف من آلامهم وأحزانهم ولايعقد لهم الأمور.
وهذا كله لوجه الله بهذا تسود الرحمة والألفه والمحبة.. فالكبير يقوم بواجبه تجاه الصغير ؛ والصغير تجاه الكبير ويسود الاحترام.
ويكون الجزاء من جنس العمل وسنكون جميعا (دعاة الي الله )
كل في عمله ومكانه وصنعته
وختاما…
لاتجعل احد ينظر من خلالك الي الاسلام انه دين غلظه أو عنف او ارهاب.
انما اجعل من ينظر اليك يجد اسلام الرحمة والرافة والقول الحسن والاخلاق الكريمة.
لأن اسلامنا انتشر…
بالصدق والأمانه والمحبة.
فكن انت جندي في مضمار سباق الأمم لتعلن عن رحمة وجمال اسلامك ومحبتك لوطنك.
ولاتكن بفعلك مساعدا لأعدائك ان يقولوا ان الاسلام دين العنف وليس فيه رحمه.
فالنترك مافات من حياتنا ولنبدأ من جديد لنُحسن من اخلاقنا وطباعنا.
والله اعلم

Related posts

Leave a Comment