كتبت/ تسنيم علام
يعد هذا القصر من الطراز المعماري الخاص ويمتلكه المليونير ذات أصول بلجيكيه البارون امبان الذي جاء إلى مصر قادماً من الهند في نهاية القرن التاسع بعد وقت قليل من افتتاح قناة السويس فأخذ البارون إدوارد في إنشاء مشروع سكني في صحراء القاهره تحمل اسم هيليوبوليس وقرر انشاء قصره على الطراز المعماري الهندوسية الأوربية المعماري الفرنسي ألكساندر مارسيل الذي بدأ في بناء القصر عام ١٩٠٦م وتم افتتاحه عام ١٩١١م ومع بداية الخمسينات ومع تنافل ملكية القصر بدأ القصر يتعرض للاهمال حتى أن قامت الحكومة المصرية بشرائه عام ٢٠٠٥م لقيمته الاثريه والمعماريه وبعدها بدأت وزارت الآثار المصريه أعمال الترميم منذ عام ٢٠١٧م وانتهت ٢٠٢٠م.
والي جانب ذلك كان للقصر عدة استخدامات قبل أعمال الترميم حيث ظهر القصر في عدة مرات من الأعمال الفنية:
فيلم حُبي الوحيد عام ١٩٠٦م
فيلم الهارب عام ١٩٧٤م
فيلم آسف على الازعاج عام ٢٠٠٨م
فيلم قصر البارون عام ٢٠١٣م
فيلم حياتي مبهدله عام ٢٠١٥م
كليب اول مره عام ٢٠١٥م
فيلم منطقة محظورة عام ٢٠١٦م
وفي عام ١٩٩٧م استغله بعض الشباب بطريقه غير شرعية لإقامة حفلاً صاخباً انتهت بقضية جنائية شغلت الرأي العام المصري
اما من ناحية تصميم القصر حيث يقع القصر على مساحة 12.5 الف متر وكان التصميم الخارجي من المعابد الهندوسية القديمة وتصميمه الداخلي من فنون عصر النهضة الأوروبية بطريقه تجعل الشمس لاتغيب عن حُجراته ابداً.
اما المساحة الداخلية فهي صغيره نسبياً ويتكون من سبع حجرات موزعه على طابقين:
الطابق الأول: يضم صالة كبيره وثلاث غُرف إحداها للضيافة والثانيه لمائدة
والثالثة للعب البلياردو وعن طريق السلم الرخامي المزين بدرابزين محلي بتماثيل هنديه صغيره دقيقة الصنع يعصد إلى الطابق الثاني: الذي يتكون من صالة كبيرة وأربع غرف نوم واسعة وارضياتها من الباركيه ولكل منها حمامه الخاص الذي تكسوه بلاطات الفسيفساء ذات الألوان الزرقاء البرتقاليه والحمراء في تشكيلات لونيه متناسقه ولكل غرفه شرفه خاصه محموله على تماثيل الفيله الهنديه وغطيت ارضياتها بالفسيفساء الملونه وبها مقاعد متلونه تحيط بها التماثيل من كل جانب.
اما سطح القصر “البانوراما” أشبه بالمنتزه استخدم في بعض الحفلات التي يقيمها البارون وكان مكانه المفضل لتناول الشاي وقت الغروب، وجدران السطح عليها رسوم نباتيه وحيوانيه وكائنات خرافيه، ويصعد إليه بواسطة سلم مصنوعه من خشب الورد الفاخر.
خصص البدروم “السرداب” للمطبخ وأماكن انتظار السيارات وحجرات الخدم والَغاسل الرخاميه ويتصل بقاعة المائده عن طريق مصعد مصنوع من خشب الجوز. على الجانب الأيسر للقصر برج كبير كان يدور على قاعده متحركه دوره كامله كل ساعه ليتيح لمن يجلس به أن يشاهد ماحوله في جميع الاتجاهات. ويتألف من أربع طوابق يربطها سلم حلزوني تتحلى جوانبه الخشبيه بالرخام وعلى درابزينه نقوش من الصفائح البرونزيه مزينه بتماثيل هنديه دقيقة النحت. وحول القصر حديقه فناء بها زهور ونباتات. واسفله نفق يصل بينه وبين”كنيسة البازيليك”.
استُخدم في بناء القصر المرمر والرخام الإيطالي والزجاج البلجيكي البلوري الذي يمكن من بداخل القصر أن يرى كل من في الخارج، ويتصدر مدخله تماثيل الفيلة، فيما ينتشر العاج داخل وخارج القصر، وترتفع النوافذ المصنوعه على الطراز العربي َتنخفض مع تماثيل هنديه بوزيه، وعلى شرافات ابوابه زخارف اغريقيه دقيقة الصنع.
ويضم القصر مجموعه تماثيل والتحف النادره المصنوعه بدقه من معادن نفسية، منها ماجلبها البارون امبان من الهند مثل تماثيل بوذا والتنين الأسطوري، ومنها أوروبي الطراز المصنوع من الرخام الأبيض ذو ملامح يونانيه ورومانيه، بالإضافة إلى تماثيل لراقصات يؤدين حركات تشبه حركات راقصات الباليه، وداخل القصر ساعه اثريه قديمه توضح الوقت بالدقائق والساعات والايام والشهور والسنين مع توضيح تغييرات أوجه القمر ودرجات الحرارة.
اما من ناحيه لون القصر الذي أثار العديد من الجدل حيث اختلط على مشاهدي القصر لعدم معرفتهم باللون الأصلي للقصر الذي اختفى مع الوقت وعقود من الإهمال، حيث أثبتت الدراسات والوثائق التاريخية ألوان القصور الاصليه والتي تضمنت عدة وثائق مثل ان الواجهات كانت مغطاة بلون ابيض مع لون طوبى محروق مستوحى من معابد القوم الثاني عشر من شمال الهند
وأراد البارون امبان أن يميز قصره عن باقي عمائر هيليوبوليس التي كانت تتميز بلون الصحراء “اللون الترابي” واختار الطبي المحروق.
ومن ناحية أسعار التذاكر :
سعر التذكرة للأجانب 100جنيه وللطالب الأجنبي 50 جنيها
المصريين فوق سن ال60 الزياره مجانيه ببطاقة الرقم القومي.
سعر التذكرة للمصريين 20 جنيه و10للطلاب
سعر تذكرة البانوراما 50 جنيه للاجنبي و20جنيه للمصري
سعر التذكرة يتضمن زيارة القصر والحدائق الخارجية وعربة الترام ماعدا البانوراما.
وقد ذُكرت العديد من الخرافات حول إحدى غُرف القصر والتي تُعرف ب(غرفة الدم) حيث تزوج البارون امبان من سيدة تدعي جيني ماري، وانجب ولدين، جان ولويس، وقيل أيضاً أن البارون تزوج سيدة ماتت في القصر، وكان لها بنت تدعي مريام، واخت اسمها هيلانه.
وحول غرفة الدم انه يقال عقب وفاة اخت البارون، البارونه هيلانه تحولت غرفتها لدم حزناً عليها، حيث أن جميع اخوات البارون توفوا بعد وفاته، ولم ينجب بنات اصلا.
وحول البقع الحمراء التي تقع على جدران الغرفه فسببها أن الخفافيش التي تطير في الظلام ربما كانت تخبط في الحائط وأحدثت هذه البقع، أو أن عبدة الشيطان كانوا يمارسوا قوس القداس الأسود ويذبحوا الحيوانات وتتناثر الدماء، وقد تكون هذه البقع لها علاقه بالصدأ في المكان.
ومما يدل على وجود الأشباح ف القصر :
الأضواء التي تضئ فجأة في الساحة الخلفية للقصر وتنطفئ فجأة أيضاً.
وتبلغ درجه تصديق السكان المجاورين للقصر حدا كبيرا، فيصرح بواب إحدى العمارات المواجهه للقصر بأن الأشباح لاتظهر في القصر إلا ليلا، وهي لاتتيح الفرصه لأحد أن يظل داخل القصر مهما كان الثمن،
وأكمل قائلًا :أن مايقال عن وجود الأشباح حقيقي والذي يؤكد ذلك ماحدث عام ١٩٨٢م حيث شاهد العديد من المارة دخاناً ينبعث من غرفة القصر الرئيسية ثم دخل في شباك البرج الرئيسي للقصر، بعدها ظهر وهج نيران مالبث أن انطفأ وحده دون أن يعمل على اطفائه احد.
اما بالنسبه للغرفة الوردي التي كانت محرمه عليهم دخولها التي يفتح بابها الخلفي على ممر يؤدي إلى كنيسة البازيليك وهي الكنيسة التي دفن فيها البارون بعد موته.
وبعد موت اخته البارون هيلانه توقف البرج الدائر الذي كان يجلس فيه البارون في نفس اللحظة التي ماتت فيها اخته وكانت هذه هي النواة الأولى للاشباح الليليه وعن قصة روح اخته التي تطارده لأنها لم تسامحه عن عدم إنقاذه لها وان روحها لم تقبل اسفه.
وبعد موتها كان يسمع صراخها وشجارها مع أخيها بالغرفة وهي قد ماتت بالفعل عام ١٩٢٨م ودفنت بالصحراء وعدم قبول اسفه من روح اخته التي قام بتحضيرها بعد وفاتها أدى به إلى الاكتئاب الذي أودى بحياته إلى الموت.
وقد توفي البارون امبان في ٢٢يوليو ١٩٢٩م أهمل القصر وتحولت حدائقه إلى خرائب وتشتت جهود ورثته وعندما أخذته الحكومه المصريه لم يفتح بعدها إلا مرات معدودة المره الاولى عندما وضعت الحراسه على أموال البلجيكيين في مصر عام ١٩٦١م.