سها جادالله
الإرادة القوية والعزيمة تولد من رحم المعانة، شاب غزي استطاع ان يهزم المستحيل ويحقق هدفه..
لم يكن يعلم الشاب هاني مرتجى ان جلسة مع اصدقائه ستكون سببا في فقدان 90 كيلوغراما من وزنه، فعندما لاحظ أن “رباط حذائه” غير معقد بإحكام، حاول أن يعقده لكنه لم يستطع بسبب حجم بطنه الذي يعيقه أثناء عملية ربط الحذاء، حينها شعر مرتجى بالإحراج من أصدقائه.
منذ تلك اللحظة أصر مرتجى على أن يتحدى نفسه ويتبع نظاما غذائيا معينا، لكنه في بداية الأمر فشل.
يعتبر مرتجى من الأشخاص الذين يعشقون الطعام ونتيجة لعشقه المفرط جعله ذلك من أصحاب الوزن الزائد، حيث إن وزنه وصل إلى حوالي 200 كيلو غرام.
تحديدا في رمضان من العام الماضي اتبع مرتجى نظاما غذائيا من أجل أن يتخلص من وزنه الزائد وهو تناول “السلطة، الشوربة والتمور” والابتعاد عن اللحوم والأرز والخبز إضافة الى السير لمسافات طويلة.
ظل مرتجى على هذه الحال لما يقارب العشرة أشهر فقد خلالها 90 كيلو من وزنه، يقول: “في بداية الأمر وجدت صعوبة، ففي كل مرة أنوي فيها أن أبتعد عن الطعام الذي يسبب السمنة، أعود إليه مجددا، قررت أن اتسلح بالعزيمة والإرادة وأن أتبع النظام الغذائي.
ويضيف مرتجى وهو يرتدي بنطاله القديم مبتسما كونه أصبح واسعا كثيرا عليه: “هناك العديد من الناس الذين راهنوا بأني لا استطيع أن أخفف من وزني قائلين لي “مستحيل أن تنزل من وزنك، سوف تبقى مثل ما أنت”، وذلك بسبب معاناتي اثناء المشي، فقدمي كانت دائما تؤلمني.
ويتابع مرتجى لـ”الحياة الجديدة”: “حاولت في البداية أن أسير على نظام غذائي معين” روجيم “لكني فشلت، وذلك بسبب كسري للنظام أكثر من مرة خاصة خلال جلسات الطعام مع اصدقائي.
وأوضح قائلا: “هناك العديد من الأشخاص الذين أصابتهم الدهشة عندما شاهدوني بشكلي الحالي والبعض الأخر ظنوا بأني شخص آخر”، مشيرا إلى أنه لم يذهب إلى أي طبيب من أجل وصف طريقة مِن أجل التقليل من وزنه ولم يجر أي عملية جراحية، فالإرادة كانت سلاحه.
ويشير مرتجى إلى أنه كان يجد صعوبة كبيرة في عملية اختيار الملابس التي تناسب حجمه كونها غير متوفرة بالمحال التجارية، حينها كان يضطر إلى تفصيل تلك الملابس لكي تكون مناسبة له، منوها إلى أن حياته اختلفت بشكل كبير عما قبل، حيث إنه أصبح يمارس حياته بشكل طبيعي ودون أي صعوبة.
في النهاية، نصح مرتجى الأشخاص الذين يعانون من السمنة الزائدة أنهم يستطيعون أن يقللوا من وزنهم بشرط أن يتسلحوا بالإرادة والعزيمة، موجها الشكر لوالديه وأفراد عائلته الذين كانوا يدعمونه.