بدأت تتضح معالم التوجهات السياسية الجديدة لحكومة الولايات المتحدة تجاه قضايا الشرق الأوسط، وخاصة القضية الأهم، وهي السياسات تجاه النشاطات الإيرانية في المنطقة.
وفي الأيام الماضية، كشفت بعض التصريحات من المسؤولين الأميركيين الذين سيكونون أصحاب القرار في المرحلة المقبلة، النوايا الاميركية تجاه إيران.
ومن أبرز المتحدثين حول الشأن الإيراني، المرشح لوزارة الدفاع الأميركية، الجنرال لويد أوستن، الذي أكد أن إيران تمثل خطرا على الحلفاء الأميركيين والقوات المتمركزة في الشرق الأوسط.
وقال أوستن خلال جلسة الثلاثاء: ” لا تزال إيران عنصرا مزعزعا للاستقرار في المنطقة. هي تمثل تهديدا لشركائنا في المنطقة وتلك القوات التي تمركزنا في المنطقة”.
وأضاف: ” إذا حصلت إيران في يوم من الأيام على قوة نووية، فسيكون التعامل مع معظم المشاكل التي نتعامل معها في المنطقة أكثر صعوبة بسبب ذلك”.
وأشار الجنرال السابق إلى أن الولايات المتحدة يمكنها تنشيط تحالفاتها الأساسية، مما يمثل قوة مضاعفة في تأثيرها على جميع أنحاء العالم.
وشدد أوستن على أهمية علاقاتها مع الحلفاء: “معا نحن في وضع أفضل بكثير لمواجهة التهديدات التي تشكلها روسيا وإيران وكوريا الشمالية والدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان “.
من ناحيته، أكد المرشح لوزارة الخارجية أنتوني بلينكن، الثلاثاء، أن واشنطن ستسعى إلى اتفاق نووي “أقوى وأكثر تقييدا” مع إيران، مشيرا إلى أنه سيتضمن الصواريخ الباليستية وأنشطة زعزعة الاستقرار.
وقال بلينكن خلال جلسة استماع في الكونغرس الأميركي من أجل تثبيت تعيينه في المنصب إنه “يجب علينا العمل على اتفاق نووي أقوى مع إيران يتضمن الصواريخ الباليستية وأنشطتها المزعزعة للاستقرار”.
وأضاف أنه “علينا عدم السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية، موضحا أنه إذا “عادت إيران للاتفاق النووي سنعود”، مضيفا أن الهدف النهائي لبايدن سيكون صفقة تقيد برنامج الصواريخ الإيراني، لدعم الحلفاء الإقليميين.
وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في 8 مايو عام 2018، بعدما اكتشفت أن طهران استخدمت رفع العقوبات الدولية عليها في تمويل الميليشيات المسلحة في الشرق الأوسط وتعزيز برنامجها للصواريخ الباليستية.
واستبعدت أفريل هاينز، المسؤولة السابقة في البيت الأبيض ووكالة المخابرات المركزية، التي اختارها بايدن لتكون مديرة الاستخبارات الأميركية، عودة إيران للاتفاق النووي في الوقت الحالي.
وقالت هاينز عن عودة إيران إلى الامتثال لاتفاق 2015: ” أعتقد بصراحة أننا بعيدون عن ذلك “. وأشارت إلى أن بايدن تعهد أيضا بمعالجة برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني وقضايا أخرى.
وأضافت: “أنا أرى أن إيران تمثل تهديدا وعاملا مزعزعا للاستقرار في المنطقة”.
وأكدت أن مهمتها هي “تقديم أدق (المعلومات الاستخباراتية) لدينا لواضعي السياسات الأميركية، لتقرير الإجراءات التي يتعين عليهم اتباعها فيما يتعلق بإيران.