ندى: مخفتش من كوورنا وكل همي الست اللي بتصرخ
شجاعة «سوبر ندى».. تسلَّقت بلكونة لإنقاذ «ريم وجنينها» من خطر عظيم
«دي عندها كورونا».. شائعة أطلقتها زوجة بواب عمارة «ريم» و«أحمد»، كادت أن تتسبب في أزمة كبيرة، لولا شجاعة «ندى» التي خرجت من منزلها في حدائق الأهرام فجرا، لإنقاذ ريم من آلام الولادة التي باغتتها بشكل مبكر، ومن تجاهل الجيران «اللي عاملين نفسهم نايمين» لصرخاتها التي كانت تهزّ أركان العمارة دون مغيث، فكسرت باب العمارة، وقفزت من بلكونة لإنقاذ ريم ومولودها، بمساعدة طبيبة صديقة لها.
لجأ المهندس أحمد حسين إلى فيس بوك، بحث عن إحدى المجموعات التي تضم سكان حدائق الأهرام حيث يسكن وزوجته، وكتب منشورا استغاث فيه بسكان المنطقة للذهاب وإنقاذ زوجته: «بالعادة مبسهرش، في اليوم ده قلقت وفتحت فيس بوك لقيت منشور المهندس أحمد في وشي، بيقول انه في شرم الشيخ وقدامه 6 ساعات ويوصل البيت ومراته عندها طلق مبكر، وعاوز حد يساعدها على ما يوصل، طلبت من الشباب ينزلوا يساعدوا وكلهم قالوا مستعدين، لكن المهندس قال مش عاوز رجل يروح ومحتاج ست».
لم تترد ندى، ارتدت ملابسها فورا واصطحبت صديقة لها تعمل طبيبة لمساعدة «ريم» في عملية الولادة: «مدام ريم معندهاش كورونا، مرات البواب طلعت عليها الإشاعة دي لما لقت عندها دور برد، الجيران خافوا منها وخافوا مني أنا كمان وبدأوا يقاومونا، وأستاذ أحمد حلفلي ان مراته معندهاش كورونا وإنه دور برد عادي
فور وصول ندى إلى العمارة رفض البواب دخولها، رغم طرقها كثيرا على الباب، ما اضطرها لكسر باب العمارة الزجاجي بـ«طوبة»، والدخول، لإغاثة السيدة التي كان صراخها ملء المكان، لكن عقبة أخرى وقفت في طريقها بعد أن رأت باب الشقة المصفّح: «اتصلت بأستاذ أحمد قالي اكسري الباب، قلتله مقدرش اكسره وسألته لو في حد من الجيران معاه مفتاح قالي (دي عمارة الندامة)، وقعد يعيط في التليفون».
فكرت ريم في القفز من بلكونة الجيران، طرقت الباب طالبة الدخول فجاءها الرد من الداخل «هتمشي ولا أطلبلك البوليس؟»، لكن ندى لم تستسلم ودخلت عنوة وقفزت من البلكونة: «لما دخلت الشقة لقتها واقعة على الأرض وولدت، الدكتورة قطعت الحبل السري، ونضفنا مكان الولادة، وشلناها وحمينا المولودة، ونضفنا الشقة وعملنالها أكل».وامتنانا لما فعلته «ندى»، أطلق الزوجين اسمها على مولودتهما الأولى: «سعيدة جدا بالتقدير ده، اللي عملته حاجة عادي المفروض أي حد يعملها، ومخفتش من كورونا، كان كل همي الست اللي بتصوت من الوجع لوحدها».