كتب محمد صبري الشامي
بعد تصاعد الجدل والتخوفات في الأيام الماضية وعقب أحداث اقتحام الكونجرس، من إمكانية استخدام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للأسلحة النووية، والتحذيرات التي أطلقها مسؤولون أمريكيون من ذلك، ظهرت الحقيبة النووية مجددا بصحبة الرئيس ترامب في أول زيارة له خارج العاصمة واشنطن منذ أعمال العنف التي طالت مبنى الكابيتول، بحسب سكاي نيوز عربية.
جاء ذلك بعد أن حذرت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، من أن ترامب غير مؤهل لامتلاك هذه الحقيبة، على حدّ وصفها، حيث أعلنت بيلوسي في أعقاب أعمال الشغب التي وقعت الأسبوع الماضي وأسفرت عن سقوط خمسة قتلى، أنها اتصلت برئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي، لتبحث معه سبل منع بقاء الحقيبة النووية مع ترامب.
وأوضحت بيلوسي أنها ناقشت مع ميلي الاحتياطات الواجب اتخاذها لمنع رئيس غير مستقر، من الوصول إلى رموز الإطلاق الخطيرة لهذه الحقيبة.
ووفق ما ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية، فقد شوهدت عناصر من فريق عسكري وهم ينقلون الحقيبة الخطيرة، قبل مغادرة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته البيت الأبيض.
وقبل أيام، دعا وزير الدفاع الأمريكي الأسبق ويليام بيري الرئيس المنتخب جو بايدن إلى إلغاء حصرية التحكم برموز إطلاق السلاح النووي، محذرا من أن رموز إطلاق الصواريخ النووية لا تزال بيد ترامب.
إلا أن الكاتب والمحلل السياسي عاطف عبد الجواد، قلل من قدرة ترامب على شن ضربة نووية من خلال هذه الحقيبة، مشيرا في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إلى أن قائد القوات النووية الأمريكية، سبق وأكد أنه إذا ما أصدر ترامب أمرا باستخدام الأسلحة النووية، فإنه سيفكر 10 مرات أولا قبل أن ينفذ هذا الأمر، وعلى الأرجح لن ينفذه.
ورافقت الحقيبة النووية التي تعرف باسم «كرة القدم النووية» كل رؤساء الولايات المتحدة في حال مغادرتهم للبيت الأبيض منذ أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962.
وجاء اسم الحقيبة من خطة الحرب النووية في عهد أيزنهاور، والتي قامت بالتهديد باستخدام الأسلحة النووية لإنهاء الحرب الكورية، وإعطاء الردع النووي الأولوية مع خفض تمويل القوات العسكرية التقليدية.
وهناك ثلاث حقائب نووية موزعة بين الرئيس ونائبه، بينما يتم حفظ النسخة الأخيرة في البيت الأبيض، لإصدار أوامر بإطلاق أسلحة نووية بأي وقت.
وبحسب ديلي ميل، فإن حاملي الحقيبة مسلحون بمسدسات من نوع بيريتا، ولديهم أوامر بإطلاق النار على أي شخص يحاول أخذها.
ورغم قلة المعلومات المتعلقة بالحقيبة، إلا أن وجود هوائي صغير مدمج فيها يدل على احتوائها لهاتف يعمل بالأقمار الاصطناعية.
كذلك تحتوي الحقيبة على كتيب من 75 صفحة يتضمن معلومات تطلع الرئيس على الخيارات التي بين يديه بشأن توجيه ضربات نووية، هذا إلى جانب خرائط لمواقع بها مخابئ محصّنة في حال اندلاع حرب مدمرة.
ويشمل الكتيب أيضا 10 صفحات فيها تفاصيل عن كيفية الاتصال بالقادة العسكرين وشخصيات هامة، وتأتي مرفقة برمز سري ذهبي على الرئيس حفظه.
وفي حال الرغبة بشنّ هجوم نووي، يذكر الرئيس الرمز لمركز القيادة العسكرية في العاصمة واشنطن، والذي يكمل المهمة بناء على التعليمات التي لديه.
ويرجح خبراء أن تحمل الحقيبة المحفوظة في البيت الأبيض عندما يكون الرئيس في مقر إقامته، رمز الإطلاق النووي.
ورغم خطورة الحقيبة النووية، إلا أن التاريخ سجل حوادث غريبة مرتبطة بها، حيث نسيت في الطائرة الرئاسية بعهد جيرالد فورد في عام 1975، خلال مشاركته في قمة بفرنسا.
وفي عهد الرئيس جيمي كارتر صدر إنذار خاطئ من مركز مراقبة الدفاع الجوي يفيد برصد صواريخ روسية موجهة للولايات المتحدة، إلا أن تأخّر مستشار الأمن القومي في إيقاظ الرئيس حال دون وقوع كارثة، لورود نفي لعملية الرصد.