من أجل أن يقطف ثمار الأجيال للمجتمع …،،

 

بقلم كامل برج

* يمضى قطار الزمن فى سرعة مرورا بمحطات ثلاثة ، ينزل منه من انتهى عمره ويركب من بدأت رحلة الحياتية
* وتلك المحطات الثلاث التى يمر بها قطار الزمن معروفة لدينا بمحطات الأجيال الثلاثة والتى يفصل بينها ما يقارب الثلاثين عاما ما يسمى جيل،
بين جيل الأجداد وجيل الآباء وجيل الشباب
* ومن البديهى ان تكون رحلة الحياة مع قطار الزمن ناجحة لأى مجتمع حينما يكون التواصل بين الاجيال الثلاثة ناجحا وقويا ومؤثرا وفاعلا،
لأن لكل جيل دورة فى المجتمع كما لانستطيع ان نكون فى غنى عن دور كل جيل ، ايمانا بأهميته حيث يقدم جيل الأجداد الحكمة والخبرة والنصيحه ويقدم جيل الآباء التربية والعمل والجهد لتنشئة الأبناء ، كما يقدم جيل الشباب الذكاء والتكنولوجيا والتقنيات الحديثة ،
* وقديما كان التواصل بين الأجيال الثلاثة استاتيكيا لان طبيعة المجتمع كانت مستقرة ولا تغييرات جذرية ، وهناك كانت أطر التنشئة العائلية مغلقة بالثقافة التقليدية والحياة تسير فى سمت هادئ ، لذلك كانت جسور التواصل قوية وممتده ومؤثرة تسبَّب ذلك فى تقليل الفجوة بين جيل السلف وجيل الخلف؛ فقد كان التواصلُ الحيُّ قائمًا بين الأجيال في كلِّ المجالات، فهناك اللقاء المباشر في مجالس المحليات والصالونات الثقافية ، وفي المناسبات العامة، وهناك لقاءات السمر والإجتماعات اليومية… وغيرها، حيث كان دفءُ العلاقة بين كبار السن والشباب يوم ذاك حارًّا، سواء تم ذلك بصيغة حوار، أم نقد، أم توجيه، أم تصحيح، ولذلك لم يكنْ جيلُ الشباب يشعر بأي عزلة أو فجوة بينه وبين سلَفه.
* ولكن فى الوقت الحالى حيث يسود نمط جديد للحياة وثقافة متجددة وقيم مختلفة ورغبات وطموحات متباينه ونظرة مستحدثه للعالم والمجتمع على أنه ما إنْ غزت ثقافة الإنترنت والفضائيات بفضائها المفتوح في كلِّ المجالات ، ساحتنا الإجتماعية، لتُهدم الكثير مِن قيم مجتمعنا – حتى اتسعت الفجوة بين الأجيال تبرز بشكلٍ واضح إلى الوجود، وتتَّسع الفجوة بينهما باستمرار، ولأنَّ تيار العولماتية جارف، وحيث إن التحصين لهذا العصر كان ضعيف – فقد اخترق بكل سهولةوسرقة ثقافتنا الموروثة من المجتمع ورموزنا ، بالإضافة إلى ما لازمها مِن حالة الإنبهار الصارخ بالثقافة الوافدة، والغرب الأمر الذي هدم الذوقَ المجتمعيَّ العامَّ والشبابي منه بشكلٍ خاص؛ ليجدَ نفسه خارج إطار معطيات حركة المجتمع، فبدأ يعيش واقعًا مشوشًا، وضياعًا منحطا ، يتسم بفجوةٍ كبيرة .
* وكان من نتائج ذلك كله ظهور فجوة فى التواصل بين الأجيال وانقطاع جسور الإتصال بل وظهر هناك بعض من اسباب انخراط الشباب فى العزلة والانغلاق والهروب الافتراضي ولا شك أنَّ ظُهور وسائل عصرية منافسة للأسرة والمجتمع تأخذ دورها الحاسم في التأثير ايضا ؛
* لذلك اصبح ضروريا ان نخلق إتجاها جديدا نمد فية جسور التواصل ونمحو الفجوة ونزيل الهوة بين الاجيال حتى تكون العلاقة بينهما ديناميكية يقطف ثمارها المجتمع فيرقى ويزدهر ،
* ويتحقق ذلك بخطوات جادة وتقوم على الإنفتاح العقلى وتوسيع الآفاق وفتح نوافذ القلوب وتنمية ثقافة الإستماع وقبول الرأى الآخر ودمج الشباب فى التنظيمات الإجتماعية والسياسية والاستفادة من طاقاتهم وذكائهم وحماسهم ،
وعلى الكبار نقل الخبرة والحكمة للشباب وفى المقابل يتحمل الشباب المسؤوليه ويتفاعل ويتقبل ويقدر الإستفادة من الكبار ،
وأقول هامسا لإخوانى الشباب ومنهم أخى الذى أعتز بة والذى قال عن الكبار (لقد مللنا وسئمنا من وجوه الكبار أو القديمة ) أخشى أن يقول لك أولادك هذا الكلام غدا ، وان غدا لناظره قريب ،
والله الموفق
تحياتى وتحيا مصر

Related posts

Leave a Comment