أحمد عناني يكتب الفضل والعدل …بماذا يحكم علينا

أحمد عناني ..

لا تندهش من حديثي الذي قد غريب ولكنه يعبر عن واقع حقيقي ، فأساس القضية هو سؤال هل الحكم علي الأرض بفضل الله ؟؟أم بعدل الله ؟؟
دعونا نتفق أن الفضل والعدل من عند الله تعالي ولا جدال في ذلك وانما الخلاف في الفضل والعدل .
سأضع أمامك سؤالين قبل أن تجيب أولهما ، هل أبدا لم يكن هناك برئ تمت إدانته لعجزة في إثبات براءته ؟؟؟
الثاني هل أبداً لم يكن هناك جاني إستطاع الفرار بجرمه لكونه يتقن فن الحيل وتستيف الأوراق ؟؟؟
في الواقع ومن خلال عملي كمحام استطيع أن أجيب علي السؤالين ب (نعم) .
فأصل المسألة أن الحكم الذي سيصدر في الحالتين هو حكم إجتهاد خالص يستطيع القاضي أن يصدره بعدما يطمئن قلبه الي الأوراق ، قد يصيب وقد يخطئ ولهذا ثمت درجات التقاضي ، في البداية يمكن أن تصدر إدانه يمحوها الاستئناف وربما تصدر براءه يمحوها الاستئناف وبرغم أن الحالة الثانية قد تكون نادرة إلا أنها موجودة !!!!!
إذا طالما أن هناك ثمت إجتهاد ونسب للصواب والخطاء ، هل تعتقد أن من يصدر الحكم هنا يحكم بفضل الله عليه الذي منحه الإجتهاد ، أم بالعدل ؟؟؟؟
قبل أن تجيب أيضاً يجب أن تتعرف على الفضل في جوهره ، ما هو الفضل ؟؟؟ ببساطه الفضل هو هبة الله الي عبادة فقد يهب الله لك (احتراف مهنه أو صنعة أو عقل مدبر أو أو أو يمنحك أداوات عقلية من خلالها تستطيع الإجتهاد )
أما العدل فأمر يطول شرحه ولكنه بختصار هو إمكانية الفصل دون مساحة لأي خطأ .
في الأسئلة السابقة اعتقد ان الفضل جائز أن يحتمل من يقضي فيه بالصواب والخطاء .
أما العدل فهو سيف بتار لا يسمح أبدا بوجود خطأ ..
والدليل القاطع على ذلك هو حديث النبي (ص) حينما قال إنما أنا بشرٌ، وإنكم تختصمون إليَّ، ولعلَّ بعضَكم أن يكون ألحنَ بحُجَّتِه من بعضٍ، فأقضي له على نحوِ ما أسمعُ، فمن قضيتُ له بحقِّ أخيه شيئًا فلا يأخذُه، فإنما أقطعُ له قطعةً من النارِ» (البخاري).

وأيضاً هل سمعت من قبل هذة الأيات الكريمة (وعند الله تجتمع الخصوم ) و (إن الحكم إلا لله ) و (آلي مرجعكم ) وكثير جدا من الآدلة القرآنية والأحاديث نوهت علي إن الله تعالى هو من يملك العدل وحده .
أترككم تستخلصون النتيجة ولن احجر علي أحد في الوصول إليها فكلنا يؤخذ منه ويرد .

Related posts

Leave a Comment