الكاتب :عاطف محمد
في أحد الأيام ومع برودة الشتاء ،وصلت مشاعر الزوج وتدنت فى برودتها إلى درجات أقل بكثير من ذلك الجو البارد ، لقد حدث خلاف عادي كأى خلاف يحدث فى أى بيت مصرى، ولكن الزوج تمادى فى غضبه وتعدى حدود الحنان والعطف والشفة واللياقة وضرب زوجته.
تألمت الزوجة كثيرا ليس بسبب الضربات الموجعة المؤلمة ، ولكن لأنه ضربها أمام أطفالها الصغار ، وتسبب هذا الضرب فى أصابتهم بحالة من الفزع والخوف، وهنا بكت الزوجة بحرقة ….
*سأذهب لاشتكيك
تنفست الزوجة الصعداء بعد فترة وجففت دموعها ، واستردت انفاسها الهادئة مرة أخرى
ثم قالت بهدوء …..سأذهب لاشتكيك
رد الزوج بنفس نبرة الغضب وهو يسخر منها
: وهل تعتقدين إننى سوف أسمح لك بهذا( ثم اغلظ القسم وأقسم بالطلاق ) قائلا : لن تخرجي أبدا من البيت لأى مكان كان ….
(ثم ذهب إلى باب الشقة وأوصده بقوة وأغلق جميع نوافذ الشقة وخصوصا أنهم يسكنون بالدور الأرضي ….
كل هذا وهى تراقبه بعينها دون أن تتكلم أو تنطق ولو حتى بكلمة ، وبعد أن جلس نظرت له قائلة :
هل غلقك للباب والنوافذ سيمنعني من أن أشكوك ؟!
(سخر مبتسماومتحديا)وماذا بيدك ؟ماذا يمكن أن تفعلى ؟
(ردت سريعا) سوف اتصل واشكوك .
(بلهجة المنتصر ) كل الهواتف أصبحت معى وفى حوزتى ، افعلى ما تريدين لقد فصلتك عن العالم .
(نظرت له وعينها مملؤة بالشفقة ولم ترد) واتجهت إلى الحمام ، وهنا قفز فى عقله
« فكرة» أنها من الممكن أن تهرب من نافذة الحمام ، ولاسيما وأنهم يسكنون فى الدور الأرضي ، فخرج من الشقة سريعا ، وتربص تحت النافذة متوعدا أن يلقنها درسا لن تنساه أبدا فى حياتها إن أقدمت على هذه الفكرة ، ولكن باءت كل أفكاره بالفشل فقد مر وقت طويل ولم تقفز الزوجة من النافذة كما توهم ، فعاد إلى الشقة مرة أخرى فوجد زوجته تخرج من الحمام وهى مبتلة الوجه واليدين والرأس والقدمين ، فعرف أنها كانت تتوضأ…
وهنا امتلأ وجهها نور ابتسامة ولا أروع، ابتسامة ارتسمت على وجهها من نقاء الماء وعبير الزهور ونسمات النسيم الرقيق…
وقالت بكل هدوء ويقين وطمأنينة
سوف اشكوك (فنظر لها مستغربا فاكملت ) سوف اشكوك أمام العلى القدير ، الذى لا يغفل ولا ينام ، سوف اشكوك عند الذى أقسمت أمامه يوما ما برعايتى وحفظى ، وقلت يومها إننى أمانة فى رقبتك ،
وشكوتى لن تجد أمامها أى أبواب أو نوافذ ولن تحتاج لأى هواتف.، فمن اشكوك أمامه أبوابه لا تغلق والاتصال به فى غاية السهولة وكل ما علينا أن نرفع ايدينا ونقول يارب …
ثم مضت من أمامه وهو يراقبها.
*فى رحاب الله
بسطت الزوجة سجادة الصلاة ووقفت فى خشوع كبير ، الغريب أن صوت أذان العشاء انطلق فى تلك اللحظة التى تتهيأ فيها للصلاة ، هنا شعر الزوج ببراكين من الخوف والألم تعتصره وتدك حصون غروره و تفتت سطوته ، فسقط جالسا على أحد الكراسى القريبة منه مرعوبا ، سقط ذلك الجبل العنجهى وتحول الموج الغاشم إلى جذر بلا مد ، جلس وظل يتصبب عرقا مع أن الجو كان فى شدة البرودة .
صلت الزوجة العشاء وسنته وصلت الشفع والوتر وعدة ركعات ، واطالت السجود فى كل ركعة ، كانت عينها تنهمر منها الدموع وتبلل سجادة الصلاة ، وهنا أحس الزوج ان دموع زوجته قد تحولت إلى سيول من حمم بركانية تتجه إلى الزوج لتكويه بنارها ، فزاد تصيب عرقه وحين انتهت من صلاتها قرأت بعض سور القرآن ، ورفعت يدها للدعاء فقفز من مكانه وأمسك بيدها قائلا
أما كفاك يازوجتى ما دعوتى به فى السجود ، بالله عليك كفى .
فنظرت له مبتسمة وقالت بنبرة تفيض بالحنان : وهل تعتقد أن ما فعلته كان قليلا والله لن اكتفى وسوف أقوم الليل خصيصا للصلاة والدعاء (فنظر لها الزوج بنظرة اعتذار )
ياالله….كل هذا من أجل لحظة غضب خرجت فيها عن شعورى ، إن ما فعلته كان نتاج ضغط عصبى تعرضت له ، اعذرينى والله لا أقصد ، ان ضغوط الحياة فى العمل والشارع والمنزل أتلفت اعصابى فكان ماكان ، انه الشيطان لعنه الله .
قالت الزوجة وهى تربت على كتف زوجها وتمسح رأسه بحنان وحب :
لهذا كنت أدعو لك لا عليك ، دعوت فى سجودى وبعد صلاتى، دعوت لك ان يصلح الله بالك وييسر حالك و يقضى أعمالك ، ويزيل همك ويفرج كربك ، وقد دعوت ايضا على الشيطان الذى أفسد أحد لحظات حياتنا ،(هنا ترقرقت أشباح الدموع فى عينى الزوج وانعقد لسانه عن الكلام ) فقالت الزوجة: أعتب عليك يا حبيبى ، كل هذا العمر و لا تعرفني هل تعتقد إننى غبية حتى أدعو عليك ، كيف أدعو على زوجى وأبو اولادى ، انت قرة عينى ، سندى فى الحياة ، حبى الأول والأخير .
وهنا انهمر شلال الدموع من عين الزوج وقبل جبين زوجته واحتضنها وقبل يداها قبلة حانية معتذرة …..
وقال بصوت متهدج أقسم بالذي وقفت أمامه وأقسمت بجلاله على حمايتك وحفظك أن لا تمتد يدى إليك مرة أخرى بأى سوء بعد هذا اليوم ، وهذا عهد على أمام الله (ابتسمت وقالت)
الزوجة المحبة الأصيلة هي التي دوما تسامح زوجها لأنه تاج رأسها …..
هكذا هى…
أنها الزوجة المخلصة الواعية التى أوصلنا بها
الله ورسوله الكريم (كن لها تكن لك ) أوصلنا ان نرعاها ونحافظ عليها مهما طالت الأيام والسنين على عكس
الزوجة فى حضارة الغرب فهى مختلفة ، فعندما تفقد جاذبيتها ورونقها ، وعند ذهاب جمالها المادى تقل قيمتها وتصبح كما مهملا ، أما الإسلام فهو يدعو لصونها ، ويحثنا دوما على رؤية جمال المرأة الداخلى من شعور واحساس وقبل طاهر نقى .
وفى اطلاله على الحياة الزوجية التى صارت عند البعض رتيبه وأحيانا مملة لحد لا يطاق ،
وربما عند البعض مستحيلة وتوشك على الانهيار وما يؤجل الانهيار وجود الأولاد والحفاظ على الأسرة وترابطها ، لكن النفوس تحمل أشياء أخرى
وتطل الصراعات بوجهها على العلاقة الزوجية لتسرع فى انهائها لهذا كان مقالى …..
حتى نكون من هذا المنبر الإعلامى الراقى صمام الأمان ونصل إلى الحلول لتبقى الأسرة على رباطها ولهذا أدعو لمبادرة
«زوجتك حبها وقولها مش هتلاقى ضفرها»
قد يقول البعض انه عنوان متحيز للزوجة منذ البداية اقول بكل صراحة نعم ، والانحياز له أسباب لأن الزوجة المصرية تحديدا والعربية بوجه عام من أفضل الزوجات على مستوى العالم وهذا مانعلمه جيدا ولكن نبخس حقهن ….
*قالوا عن الزوجة الصالحة
•زوجتك الصالحة تشبه الأم والأخت، والصديقة فهى الحبيبة …..
•إذا كانت المرأة شديدة الجمال جوهرة غالية ، فالزوجة الفاضلة كنز لا حد لقيمته .
•وراء كل رجل سعيد زوجة لا تفارق الابتسامة شفتيها.
•الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة والزوجة الصالحة.
•الزوجة الصالحة والصحة الجيدة : هما أفضل كنوز الرجل فى الدنيا .
•المرأة كوكب وهاج يستنير به الرجل، ومن دونها يبيت الرجل في ظلام دامس . .
•المرأة هي أكبر مربية للرجل ، فهي تعلمه الفضائل الجميلة. وأدب السلوك. ورقة الشعور. •المرأة الفاضلة تلهمك. والذكية تثير اهتمامك ،والجميلة تجذبك. والرقيقة تفوز بك. •المرأة العاقلة تضع السكر في كل ما تقوله للرجل ، وتنزع الملح نزعا من كل ما يقوله لها الرجل.
•المرأة والزهرة توأمان يضفيان السعادة والبهجة على الكون بأكمله. فما بالك ببيت الرجل .
•المرأة الفاضلة صندوق مجوهرات عجيب يكشف كل يوم عن جوهرة جديدة نادرة الوجود والحدوث.
•المرأة وردة تضفي على الحياة صورة رائعة، ولون حلو، وشذا جميل وربيع يدوم بوجودها كهبة الله للحياة.
•الزوجة مفتاح البيت.
• الزوجة الحنونة هي التي يتمناها أي رجل، فهي من تعيد للرجل حيويته ونشاطه، ولها القدرة أن تخرجه من عزلته رغم كل همومه ومتاعبه.
•الزوجة المتعلمة أثمن من الأحجار الكريمة. فتعلمها يثيرها
•المرأة العفيفة تكبر في عين الجميع، ويفخر بها رجُلها أمام الجميع.
*إلى كل زوجة
اقول نيابة عن كل زوج ……
لو كنت أملك أن أهديك عيني لوضعتها بين يديك.. طواعية ، لو كنت أملك أن أهديك قلبي لنزعته من صدري وانا فى غاية السرور وقدمته إليك.. لو كنت أملك أن أهديك عمري لسجّلت أيامي باسمك عن طيب خاطر ، و لكني لا أملك سوى هذه الكلمات أنها من صادق التعبيرات فلتكن هي هديتي إليك.
• زوجتي الغالية….. حبيبتي أغار عليك من قلمي الذى يكتب حروف اسمك فترى الصفحات اسمك مكتوب عليها ، أغار عليك من قلبي الذى لا ينبض إلا بحبك فدقات قلبى تدق قبلى لتعلن حبها لك ، أغار عليك من عقلي الذى لا يفكر إلا بك وحدك ، عقل واحد قلب واحد وروح واحدة في جسدين هكذا انا وانت….. زوجتي ………. بكل ما للكلمات من معنى أحبك زوجتي. زوجتي الغالية كم أكرمني الله عندما جعلك من نصيبي.
اللّهم إني أحب أمتك هذى حبّاً خالصاً فيك.. فاجمعني وإيّاها في رياض الجنان.
فأنا متعلق بها وكأن الأرض لا تحتوي غيرها.
إذا العين لم ترك فالقلب لن ينساك.
واعلمى ان الحياة أرزاق، وفيك الله رزقني.
* خلاصة الكلام
• لو خلقت المرأة طائراً لكانت طاووساً بهى المنظر .
و لو خلقت حيواناً لكانت غزالة فهى رقيقة الشكل .
و لو خلقت حشرة لكانت فراشة رائعة الجمال والألوان ، و لكـنـها خـلـقـت بشراً، فأصبحت حبيبة و زوجة وأخت وأماً رائعة ، لهذا فهى أجمل نعمة للرجل على وجه الأرض ، فلو لم تكن المرأة شيء عظيم جداً لما جعلها الله حورية يكافئ بها المؤمن في الجنة .
رائعة هي الأُنثى .في طفولتها تفتح لأبيها بابا في الجنة لأنه أحسن تربيتها ، وفي شبابها تكمل دين زوجها وتعفه عن الدنايا ، وفي أمومتها تكون الجنة تحت قدميها واسعة عريضة .
بكل الأحوال تزوج ولا تنصت للدعاوى المغرضة التى تنظر للزواج كأنه نظام اجتماعى فاشل ؛ فهدف تلك الدعاوى نشر الرزائل والانحلال ، فلو حصلت على زوجة جيدة ستكون سعيداً بشرط أن تحافظ عليها ، إن السعادة الزوجية في يد الزوجة أكثر مما هي في يد الزوج، كن لها خادما تجعلك ملك عليها. .