جميعنا فاسدون وبامتياز . وإن امتعض أحدهم ، ولم يعجبه المسمى وكان العنوان أحدث بقلبه ضيق فبشروه وقولوا له ( أنت فاسد )
..ففي مجتمعنا استشرى الفساد وتعدى حدوده ، وأصبح مستشريا في كل المناحي ، حتى وصل أصحاب العمائم .كيف لا والله تعالى يقول ” ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيديكم ” . لكن السؤال هنا ..كيف ظهر الفساد وكيف جاء ؟! ولعل الإجابة في نفس الأية. وهي ” بما كسبت أيديكم ”
.فالفساد من صنعنا ومما كسبت أيادينا نحن ..وحتى لا نظلم أو نظلم أقول إستحياءا ( إلا من رحم ربي ) وهم نوادر طبعا
.الفاسدون …
ما إن تقع عينك عليهم حتى تعرفهم بسيماههم – بوجوههم – بتلونهم-بكذبهم – بجهلهم -بسطوتهم ، تراهم دائما يتحدثون عن القيم والمبادئ وهي منهم بريئه ..
تراهم يخطفون مناصبهم التي لا يستحقوها أصلا بل ويتشبثوا بها ويحيطوها بحقول من الألغام..
ترى منهم من يتستر بالدين . فالدين في زماننا أصبح يملئ الجيوب وإن رؤوه لا يملئها لكفروا به..لا إلا على الفساد بل يتنفسوه تنفسا يخرج ويدخل معهم في كل شهيق وزفير .إن إقترب شبح إنتخابات وإستحقاقات نحبوا وتباكوا بل يمكن أن يقبلوا الأحذية ..وإن بعد ذلك الشبح علوا وإستكبروا استكبارا ويروك ذلك جهارا ، لا يستنضف أحدهم أن يرد على مكالمة وارده له ربما فيها مظلمة أو معضلة أو مساعدة يمكن حلها بشكة قلم ..والمشكلة بل المعضلة الكبرى ..
أننا نعلمهم جيدا و نعرفهم كما نعرف أنفسنا ، ونتمنى أن يخلص مجتمعنا منهم ومن أفعالهم وشرورهم ومصهم لدمائنا وقوتنا .ولا نكلف أنفسنا لو تفكيرا كيف نتخلص منهم ، ولا ندافع عن كرامتنا أمامهم ، ولا عن شبابنا الذي يفنى من أجل بريستيجهم ورخاء أبنائهم .ومنا من يتمسح بهم وبالكاد يحصل على لعقة هم سئموها وإلا لما لعقوه .
لذلك أقولها ( كلنا فاسدون ) لا أستثني أحدا ( كلنا فاسدون) أقولها حتى بالصمت العاجز المرابط قليل الحيلة (كلنا فاسدون )..” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”
#هاني_توفيق ?