مدينة الفسطاط.

بقلم: مريم هاشم.

بعد نجاح المسلمين فى فتح بلاد الشام ، تقرر فتح مصر تحت قيادة سيدنا (عمرو بن العاص) بأمر من خليفة المسلمين فى ذالك الوقت سيدنا (عمر بن الخطاب) بعد أن إجتمع بقواده فى مدينة الجابيه بالقرب من دمشق سنة ١٨ه‍ ، وكان المعروف عن سيدنا عمرو فى ذاك الوقت أنه أحد دهاة العرب وأشدهم ذكائاً بالإضافة إلى حسن بلائه وسعة حيلته.
وبالفعل خرج سيدنا عمرو فى طريقه إلى مصر ، ونجح بالفعل فى الإستيلاء عليها بداية من مدينة رفح إلى حصن بابليون ، الإسكندرية.

من هنا بدأ توجه سيدنا عمرو بن العاص لضرورة بناء قواعد عسكريه والتى تحولت بعد ذالك إلى مدن.
وكان من أهم هذه المدن (مدينة الفسطاط).

موقع مدينة الفسطاط ومساحتها.
تقع مدينة الفسطاط شمال حصن بابليون ”منطقة مصر القديمه حاليا“.
وتطل على ساحل النيل من طرفه الشمالى الشرقي.
وكانت الفسطاط تشغل مساحة طولها من الشمال إلى الجنوب فى حدود ’ 500m‘ ، وعرضها من الشرق”جبل المقطم“ إلى الغرب”النيل“ ’3800m‘.

عبقرية سيدنا عمرو فى إختيار موقع الفسطاط:
يتضح من موقع مدينة الفسطاط أن النيل منقسم عندها إلى قسمين.
قسم من طرفه الشمالى الشرقي ، وقسم من ناحية غرب حصن بابليون.
وكانت مدينة الفسطاط أرض فضاء ، ومزارع بين النيل والجبل الشرقي (جبل المقطم) ، ولم يكن فيها من البناء والعمارة ، سوى حصن بابليون.
وإستفادت الفسطاط من موقعها على النيل بنتيجتين وهو ما جعلها مدينة متميزة:فقد يسر النيل للأهالى سبل الحصول على الماء من جهة ، وخدم توسعها العمرانى من جهة ثانية ، فتحكمت بالطرق والمواصلات التجارية الداخلية والخارجية بين مصر والشام، وبين مصر والحجاز.
وفى ذالك دليل على عبقرية سيدنا عمرو بن العاص فى إختيار موقع الفسطاط.

النهج الذى إتبعه سيدنا عمرو فى بناء الفسطاط:
إتبع سيدنا عمرو فى تخطيط الفسطاط ما كان متبعاً فى المدن الإسلاميه السابقه مثل البصرة ، والكوفة.
فقام بتقسيمها إلى خطط وحارات وطرقات وأزقة ، وفى وسط المدينه قام ببناء مسجد الجامع ، والذى سمى فى بعض الأحيان بـ جامع عمرو بن العاص ، جامع العتيق ، الفتح ، وتاج الجوامع.
وكان بالإضافة لكونه مسجد داراً للإمارة.

السبب وراء التسميه.
كلمة فسطاط تعنى (الخيمة) وأُطلقت على مدينة الفسطاط ، لما روى أن سيدنا عمرو نصب (خيمته) خارج أسوار حصن بابليون أثناء حصاره له ، وبعد إستيلائه على حصن بابليون وهى فى طريقه إلى التوجه للإسكندريه ، أمر بنزع فسطاطه ، فوجد يماما قد فرخ فأوصى به (أى أمر بعدم إنزاله وترك الخيمه ) ، وبعد نجاحه فى الإستيلاء على مدينة الإسكندريه وأثناء عودته سؤل أين ننزل” فقال الفسطاط“ ، وبعد ذالك أمر ببناء المدينه فى هذا المكان.
وهذه الرواية ليست السبب الوحيد وراء التسميه لاكنها أقربهم إلى الصواب.

المصادر:
-خالد عزب ، الفسطاط(النشأة ، الإزدهار ، الإنحسار).
-سامى مصطفى المصرى ، زينب طايع أحمد ، البعد الحضارى لمدينة الفسطاط فى نهاية القرن العشرين.

Related posts

Leave a Comment