بالصور..الموت البطيء في ميت فارس

كتب الإعلامي و الكاتب الصحفي .. محمد الشريف سفير الكلمة لمتحف الكلمة بمدريد في مصر ورئيس الإتحاد الدولى للكتاب والسلام العالمي بالسلفادور ومدير صفحة الأدب بالجمهورية اليوم دوت كوم.

منذ عامين تقريبا تلقيت مجموعة من شكاوى المواطنين الموجهه للإعلام لنشرها ومخاطبة المسؤولين من خلال النوافذ الإعلامية بعد أن فشلوا في الوصول للمسؤولين أو عدم استجابة المسؤولين في الوحده المحلية بميت سويد ولا رئاسة مجلس مركز بني عبيد أو حتى السيد كمال شاروبيم محافظ الدقهلية في ذلك الحين .

الحقيقة وعلى الرغم من فظاعة وقبح الصور المنشورة المرافقة لهذا المقال إلا أنني لم أكتب هذا المقال بدافع مشكلة القمامة فقط وانما لعلمي بمدى خطورة المسألة على صحة المواطنين وارتفاع نسبة مرضى الفشل الكلوى والتهاب الرئتين الناتجان غالبا عن التلوث البيئي ، ناهيك عن نسبة التلوث السمعى المرعبة التي تفقد الناس حاسة السمع وينتشر فيها تلك الظاهرة عند كبار السن خاصة الذين يعانون من الإضطراب المعيشي والقلق بأصوات التكتوك المنتشر بمكبرات صوت وكأنه مركز حفلات متنقل بلا رقيب ولا حتى وازع خلقي ولا ديني .

القمامة في قرية ميت فارس أصبحت ظاهرة يعتاد عليها سكانها حتى انهم استخدموها في تمهيد الطرق بملايين البكتريا والفيروسات والحيوانات النافقه ،وشكلت ولا تزال عائقا كبيرا في التنمية المحلية حيث ينتشر المرض ويكثر استهلاك الأدوية وتقل مناعة الناس في مواجهة جائحة كورونا التي يودع أهالي القرية بمعدل شخصين إلى ثلاثة يوميا من ضحايا كورونا بالإضافة الى عشرات المصابين بفيروس كورونا ومئات المرضى و احدهم هز وجدان الناس وألهب الحزن لديهم وهو الأستاذ عصام الشواف ناظر مدرسة الشهيد رجب المكاوي بنفس القرية والذي يتجمع أمام منزله جبل من القمامه يوميا … ومع وجود الدكتور أيمن مختار محافظا للدقهلية الذي أمر مديرة مدرسة عمر مكرم أن تنظف شباك أمام الكاميرات واعتبرها البعض إهانة وسوء تصرف من المحافظ تجاة المديرة وتجاة المرأة بشكل عام .. زاد الطين بلة وكبرت و تكاثرت أكوام القمامة في قرية ميت فارس بعكس المتوقع من محافظ يتحدث عن نظافة نافذة وكأنه نزل على سطح المدرسة بطائرة عموديه ولم يسر في الشوارع ورأى بأم عينه أكوام القمامة على جانبي الطرق وزاد المسؤولين في عصرة أكثر بلادة وأذن من طين وأخرى من عجين .

على الرغم من علمي بمدى انتشار مشكلة القمامه في أنحاء الجمهورية ولكن ما رأيته بعيني و بعدسات كاميرا الجمهورية اليوم ،أمر يفوق الوصف في قرية مركزية يقطنها الآلاف ويتصارع على أصواتها الإنتخابية أعضاء مرشحون للمجالس النيابية وهي حتى لا يوجد بها وحدة صحية ريفية لعلاج الناس ! ويتساءل أهالي القرية هل يجب تخطي كل المراكز القيادية بالوحدة المحلية والمركز والمحافظه واللجوء وطلب التدخل السريع من السيد رئيس الجمهورية الذي بكل تأكيد لن يرضيه الوضع ! وهل هناك حلول واجبة النفاذ على وجه السرعة لإنقاذ أرواح الناس والحفاظ على صحتهم البدنية والنفسية و الأهم من ذلك كله هو النشىء والشباب و طلبة المدارس والجامعات الذين لا يرون للدولة أثراً فاعلا في محيطهم المهمل وبيئتهم القاتله ثم نتساءل ما الذي يقضي على شعور هؤلاء بالإنتماء للوطن ! يا سيدي الرئيس من منطلق الحب والتقدير لشخصكم النبيل والذي أعلم جيدا أن الحلول الجذرية موجوده تعوقها محليات فاسدة أو فاشلة أو روتين بطيء ،من فضلكم انقذوهم .

 

Related posts

Leave a Comment