بقلم مصطفى سبتة
أقـيسٌ فلـيلـى تُعاني اعـتـلالا
بـسـهـمٍ تَـهــاوى أرادَ الـمـنَــالا
في بَحـرِعَينَيكِ تاهت كُـلُّ أشرِعَتي
فعُدتُ أبحَثُ عن نفسي وعن جِهَتي
سَفـائِـنُ العِشقِ تَجري وهيَ هائـمةٌ
مُذ غَيَّبَ الموجُ في جَفنَيكِ مَرفَأَتي
مُسافِـرٌ في هـواكِ القـلـبُ يَصحَبُني
فهل سَتَكفي لِطَيِّ الـدَّربَ أمتِعَـتي
الصَّـدرُ والكِبـدُ والأحـشـاءُ أوعِيَـةٌ
والوِجـدُ والسُّهـدُ والآهـاتُ أزوِدَتِي
يا غـادةً في بَديعِ الحُسنِ يا شَغَـفـاً
تـجـري لَـوَاعِجُـهُ في كُـلِّ أَورِدَتـي
شيَّعتُ روحي على جَفنَيكِ حينَ رَمَت
عَيناكِ سَهـمَـينِ في قلبي وفي رِئَتي
يا صاحِ حَسبُكَ ما أنكَرتَ من وَلَهِي
إنّي انتَـهيـتُ على أهـدابِ فاتِـنَـتـي
ما حِيلَتِي في الهَـوَى إنَّ الهَـوَى قَـدَرٌ
يجري على الرُّغمِ من أنفي وناصِيَتي
حسنـاءُ يا طِفـلَـةً أدمَنـتُ صُورَتَـهـا
يا قِبلَـةَ العَيـنِ يا مِحـرابَ نافِـلَـتـي
أراكِ ولَّيـتِ عَـنّـي اليــومَ مُـدبِــرَةً
مابالُـكِ اليـومَ، هل أنكَـرتِ معرِفَتي
أَ تُحجِبِـيـنَ ضِيـاءً أستَـضِـيءُ بِـهِ
وتُخبِـئـِيـنَ سَنـاً أُهـدى بِـهِ جِهَـتـي
يا رَبَّـةَ الحُسنِ بَل يا أجـمَـلَ امـرَأةً
ماذا تـغَـيَّـرَ فيـكِ اليـومَ سَيِّـدَتـي
أغَـرَّكِ الــوَردُ في الخَدَّيـنِ مُـزدَهِـراً
أم غَـرَّكِ الشَّهدُ إذيختالُ في الشَّفَـةِ
إن كـانَ غَــرَّكِ في خَـدَّيـكِ لـونُـهُمـا
فــذاكَ صِبــغٌ بـهـا مِـن دمِّ أورِدَتي
والثَّـغـرُ كالـزِّهـرِ لولا النَّـحـلُ قَبَّـلَـهُ
لما انـتَـشى جَـذِلاً يخـتالُ في دَعَـةِ
والعِشقُ يا غادَتي لـولاهُ ما نَطَـقَـت
أبياتُ شِعـري وغَنَّـت فيكِ قافِيَـتي
رقِّـي حنـانيكِ هذا الصَّبَّ لـوعَـتَـه
وبـادِلـي بالـهـوى قـلـبـي وأفئِـدَتـي
وأنـتَ يا عــازِفُ الأوتــارِ دَنــدِنَــهـا
واعزُف فَقَدنَضِجَت في الحُبِّ أُغنِيَتِي
أنَــجــمٌ أغــارَ وتــاهَ الضـيـاءُ
تـبــدَّى الظلامُ وأرخـى فــمَـالا
تُـوَلِّـي العهودُ بلـيـلِ الـغــروبِ
ولـيـلــى تـلـفُّ وشــاحَــاً تَــلالا
فقيسٌ سَيـمحو ضِـياءَ التلاقي
لشـمـسٍ تغـافـتْ تحفُّ الجِـبَالا
تثورُ الوعـودُ كما السيلُ يَجري
وأضحى الغـرامُ للـيـلـى نِصَـالا
تهابُ الجِـمــارَ وتـشـكـو لهـيبـاً
لـنـارٍ تــؤجِّـجُ ريـحــاً عُـــضَــالا
تـقـولُ فحـاذر هـزيـعَ الصـقـيـعِ
يشـدُّ الـوتينَ ويَـمـحـو الخَـيَـالا
تَـهـاوى الـغــرامُ وقـيـسٌ تهـاوى
أنـيــنٌ تَـعــالـى فـصــاحَ وجَــالا
فــقـــالَ لَأنتِ أردتِ الـظُــهـــورَ
فـقـالـتْ سـألـقِـي إلـيـكَ الـنِبَـالا
فيا ظُلمَ نـفـسٍ تَـهـابُ الــهــوانَ
تُـلـمْـلِــمُ جُــرحـاً لـصـمـتٍ أطَـالا
جَــنــانٌ يُكـابـدُ هــجــرَ الحـبيبِ
لــذا فـالـــفـــؤادُ أرادَ انـفــصَــالا
وإنْ جــاءَ يــومٌ لـوصـلِ اللـيـالي
فـلا لـنْ يُـعـيـدَ الـفــراقُ الجَـمَـالا