كتب رضا محمد حنه
أسوأ قرار قد تتخذه في حياتك، هو أن تغادر حبيبا أو صديقا أو منصباً وتترك لديه أسى أو فيه اثر غير إيجابي .
اتركه بفروسية على أمل أن تعود إليه من جديد، أو أن تجمعكما صدفة لطيفة تجعلكما تبتسمان عندما تلتقيان.
احرص أن تزرع السعادة في أرواح المغادرين.
ستعود لك البهجة بشكل آخر، وصيغة أجمل.
الرحيل ليس سيئا إذا كان أنيقا.
لا تتخل عن إدخال السرور على أعماق المودعين، تقديرا لك ولهم.
فالسعادة التي تودعها في قلوب الآخرين، سترجع إلى قلبك أضعافا مضاعفة عندما تحزن.
عندما ترحل عن الآخرين بأناقة، فأنت تجسد معدنك الطيب وروحك الجميلة.
عامل الناس بأخلاقك وليس بظروفك وضغوطاتك.
فالكل يعاني ويرزح تحت وطأة ضغوط لا يعلم عنها إلا الله.
فإذا كنت تواجه تحديا، فغيرك يتعرض لعواصف تقتلع طموحاته وآماله.
لو تسنى لك الكشف عن قلوب الآخرين، لشاهدت ما يثير شفقتك وتعاطفك لا غضبك وقسوتك.
اعذر الطرف الآخر.
فربما ما حدث له نتيجة آلام تجهلها وصدمات لا تعرفها.
الاعتذار ممارسة حضارية وسلوك راق، لا ينزل من قدرك بل يرفع مكانتك، ويدل على أنك لا ترغب في خسارة الطرف الآخر، بل المحافظة على بقايا هذه العلاقة، كي لا تزول من ذاكرتك.
هناك من يعتقد أن الاعتذار انكسار أو ضعف.
إنه ليس كذلك على الإطلاق. فهو قوة وكبرياء وشموخ.
سلوك لا يقوم به سوى الكبار في أفعالهم، كرام الخصال وطيبو السجايا.
يقول نجيب محفوظ: “أن تحسن لمن أحسن إليك، الكل يستطيع ذلك، لكن أن تحسن لمن أساء إليك فذاك لا يستطيعه إلا العظماء”.
تذكر يا صديقي أن ترحل بنبل وأناقة وشهامة، لتظل في قائمة الأنقياء لدى الجميع.
يقول وليام شكسبير: “إذا قررت أن تترك حبيبا أو صديقا، فلا تترك له جرحا، فمن أعطانا قلبا لا يستحق منا أن نغرس فيه سهما، أو نترك له لحظة تشقيه.
فلا أجمل من أن تبقى في روحيكما دائما لحظات الزمن الجميل، فإن فرقت بينكما الأيام فلا تتذكر لمن تحب غير كل إحساس صادق”.
فكما نحرص على الاهتمام بالبدايات، علينا أن نعتني بالنهايات.
فهي التي ترسخ وتدوم.
و دمتم بالف خير