أين ذهب الترابط المجتمعي والأسري

 

بقلم / مها السبع

ما أحوجنا اليوم فى مجتمعاتنا إلى الترابط والتكاتف المجتمعي والأسري
ما أحوجنا اليوم للإصغاء وفهم كلا منا للآخر
ما أحوجنا اليوم إلى إزالة مابين غيوم العين والنظر لأرض الواقع نفسه
كم أفتقدنا كثيرا من العادات والتقاليد التى كانت هى عنوان بصمة الحب والمودة والرحمة لنا
ماذا حدث لمجتمع كان بالأمس متكاتف متعاون عنوانه لغة الحوار والتفاهم فيما بينهم ؟
لاشك أن التقدم التكنولوجي كان له الأثر الأكبر فى تنوع ورسم شريحة المجتمع
وفقدان الكثير من المعاني الإنسانية الجميلة والشعور بالآخر
أصبح لغة التحاور عبر الإنترنت عالم آخر يأخذنا للآفاق يعلو معه من يريد مما تأثرت به الأسرة المصرية كثيرا

داخل بيوت كل فرد منعزل منشغل مابين يديه فى عالم مشاهدة الإنترنت مما أدى إلى الإنغلاق مابين الأبناء ورب الأسرة لا وجود للحوار الأسري والمجتمعي وغياب حكايات من أبائنا وأجدادنا وربما هى كانت سر ما يحدث الآن من إحتلال بالمجتمع و عدم العلم والحنين للماضى الذي كان يحمل شهامة إبن البلد وغيرته على بنت بلدته إفتقدنا روائح الزمن الجميل وحكاوي مابين الزرع وصوت ماء السقاوي وحصيد القمح كل هذا يعبر عن الصبر والكفاح والعمل ورسالة قوية للإبناء حتى تحصد لابد أن تجتهد وتزرع وسرد قصص الكفاح وإستنشاق هواء عشق الوطن لآن الوطن هو أرض نسكن به ويسكن بنا من أين يأتي لابنائنا كل هذا دونا ذكرى ماضي يحنو إليه
حتى يعرف قيمة ما وصل إليه حاليا بل أصبح فى تسابق يريدون الأفضل فالأفضل
كما أصبحت التهاني والمواساة عبر الإنترنت مما يستدعي الآخرون نشر حالتهم الشخصية على صفحاتهم الخاصة وتبادل الحديث من هنا أحتجبت
عنا نظرات زيارة كلا منا للآخر بعيون فارحة لامعه بقدوم الصديق إليه أو الأخ لأخيه وغيرهم من شريحة المجتمع
عند هذا تنعكس نظرات الفرح على الآخر

ومن خلال حديثنا هذا وجدنا أن الأباء لهم النصيب الأكبر فى تحول أبنائهم إلى آلة تحركهم المنصة الإلكترونية لأنهم لم يجدون
من يحركهم فكريا وثقافيا وأخلاقيا نعم
عندما تروى لهم عن الإصالة الذي يجب أن يتصف بها إبن البلد وغيرته على بنت بلدته بلا شك هيؤدي هذا إلى القضاء على مشكلة التحرش بالمجتمع
عندما تروى له عن معنى التمسك بالإرض
يؤدى هذا إلى الإنتماء لوطنه
عندما تروى له عن حكاية وطن وكم شاهد الكثير من حروب الأعداء له يؤدى هذا إلى حب الشهادة على أرض الأوطان
ورسالتي لكم اليوم
إغلقوا الهواتف فترة من الزمن وتحدو أنفسكم وتسلقو للعقول نعم كلمة تسلقوا تدل على حرب وعزيمة تغيير الواقع لو بأقل القليل لآن يواجهها الآن أقوى ما هو منها وهو حروب المنصة الإلكترونية
رسالتي لكم إن لم تجدو مالا تحاكو به أبنائكم أبحثو عن قصص وحكايات تتصف بالأصالة والعراقة لتزرع خيرا ورحمة ومودة فى نفوس أبنائكم فى وطن يفخر بهم وبتاريخهم كي يتحاكى عنهم جيل الغد فإن لم تجد ماضي لا وجود للحاضر

Related posts

Leave a Comment