متابعة:العنود أنس عمر.
حكاية طريفة ترويها أمينة يوسف مرجان كاتبة وقاصة، أثناء رحلتها في المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة، حين وجدت “الأسكوتر” داخل الحرم وهي في طريقها للطواف، فوقفت بجواره تُفكر لماذا يوجد هنا؟ حتى أجابتها إحدى السيدات العاملات هناك بأنه لخدمة المعتمرين ومساعدتهم على الطواف إن شعروا بتعب بإمكانهم الحصول على واحد وركوبه: “كنت فعلا عايزة أروح للسعى في الصفا والمروة ولقتني فعلا مش قادرة أتحرك من التعب”.
فرحة عارمة انتابت السيدة الأسوانية وبدأت تستقله بعد جهد شاق: “أجرت واحدة وقالولي أشغلها إزاي، ولتغير السرعات فيه زرار مرسوم عليه أرنب للمشي السريع وزرار مرسوم عليه سلحفاة للمشي البطئ في الأول اخترت الأرنب وبعدين السلحفاة لما افتكرت إني في عمرة”، تقولها مازحة معبرة عن سعادتها بهذه الخدمة التي وفرت عليها جهد كبير، لافتة إلى أن “الأسكوتر” نال إعجابها بشدة لدرجة أنها نسيت عدد مرات الطواف: “بس تقريبًا عديت 9 أشواط”.
لم تتوقف عن الدعاء لتلك السيدة التي ساعدتها ووفرت عليها التعب: “كنت عايزة أقول للمطوفة اللهي تتنستري سبيني أروح بيها البيت ومقدرتش أتخلص من إحساس الطفولة اللي جوايا رغم إني في عمرة”، موقف لن تنساه “أمينة” خاصة أنه لم يكن متوقع بالنسبة لها، مؤكدة أنها لأول مرة تراه أو تسمع عن وجوده داخل الحرم لمساعدة ضيوف الرحمن.
نشرت السيدة الصعيدية، صورت الأسكوتر وبدأت تحكي المشهد كاملًا عبر صفحتها الشخصية على موقع “فيس بوك”، وتباينت الآراء حول معجبين بالفكرة وبعض التعليقات السلبية التي وجهت لها اللوم في الاستهزاء بالطواف لترد قائلة: “من يذكرني بتعظيم شعائر الله، ما أدراك بقلبي وأنا في السعي، هل شققت عن صدري لترى ما فيه، يا أخوتي يجب أن تتعلموا أننا نختلف في كل شئ قبلتم أم لم تقبلوا، تلك سنة الله في خلقه ولن تجدوا لسنة الله تبديلا”.
تقول “أمينة” أنها مقيمة في مكة ولأول مرة ترى هذه الخدمة التي جرى استبدالها من كراسي متحركة لأسكوتر، مؤكدة أنه أقضل وفيه تسهيل على المعتمرين والحجاج: “دي كانت أروع عمرة ليا وفيه تنظيم رائع والدين لا يمنع أن نكون بشوشين ونيسر على أنفسهم ونطيب خاطر بعض ربنا مقلش نرهق صحتنا بعد 7 طواف جسمي تعب”.
تبلغ من العمر 47 عامًا، وشعرت بالتعب بالطواف مرات عدة ووجدت وسيلة تخفف عنها مشقة الأشواط: “بقالي سنتين هنا وكل ما تيجي فرسة أروح أعتمر لأبي أو أمي أو أختي عليهم رحمة الله مبتأخرش لعلها المنجية وكانت أول مرة أشارك منشور داخل مجموعة وشعر براحة نفسية من تعليقات الناس وجمالهم وتقبلهم للآخر وتعايشهم في سلام، وبعض التعليقات السلبية بادرت بالرد عليهم لأننا ليس بالضرورة أن نكون نسخ من بعضه وكل إنسان مختلف عن الآخر”.