كواليس الساعات الأخيرة لـ«مرسي» قبل البيان التاريخي في كتاب«عشرة أيام هزت مصر»

 

كتب -محمود مسلم

ظلت أحداث الثالث من يوليو 2013، والتى انتصر فيها الجيش المصرى لثورة الشعب ضد جماعة الإخوان، مثار تساؤلات عديدة، حول حقيقة ما حدث، وكيف استطاع الجيش إسقاط حكم الإخوان قبل اندلاع حرب أهلية كانت ستدفع بالبلاد إلى هوة سحيقة
يحكي الكاتب الصحفي مصطفى بكري، في كتابه «عشرة أيام هزت مصر» التفاصيل الكاملة لأحداث الثالث من يوليو، وما تم الترتيب له وما جرى بعد هذا اليوم.. ونستعرض في تلك السطور ما جرى لرئيس الإخوان محمد مرسى وقت إعلان بيان الجيش وفقا لـ«بكري».

 

يقول «بكري» لقد حاول الرئيس عبدالفتاح السيسي إقناع «مرسي» بالرضوخ لمطالب الشعب، والاستفتاء على الانتخابات الرئاسية المبكرة، وذلك في حوار مطول بينهما داخل قصر الرئاسة إلا أن الأخير رفض، وكان يردد دوماً: «أنا الرئيس الشرعى المنتخب، أنا القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولن يستطيع أحد إرغامى على التنازل عن سلطاتى».

قال السيسى: لا نريد للبلاد أن تدخل إلى النفق المظلم، وليس أمامك من خيار آخر لإنقاذ الوطن.

وكان محمد مرسى يتحدث بثقة أثارت دهشة السيسى، ووصلت هذه الثقة إلى حد التهديد بتحريك شباب الإخوان والجماعات المختلفة للدفاع عن النظام والرئيس «الشرعى».

بعد نحو ساعتين من الجدل والحوار، أدرك السيسى أنه لا أمل، فقال له: «أنا عملت اللى عليا، وجئت إليك لأطلب منك إنقاذ البلاد، ولكنك مصمم على وجهة نظرك».

وبعد نحو الساعتين قرر السيسى المغادرة عائداً إلى مبنى المخابرات الحربية، حيث ينتظر أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة.

نظر السيسى إلى اللواء محمد زكى، وقال له: سوف نتصل بك لإبلاغك بالموقف مساء اليوم.

حين عاد القائد العام وقصّ على المجتمعين ما دار بينه وبين محمد مرسى أدركوا أنه لم يعد أمامهم من خيار سوى التدخل للحيلولة دون دخول البلاد فى حرب أهلية، خاصة أن الجماهير بدأت تزحف إلى مبنى وزارة الدفاع للمطالبة بتدخل الجيش لحماية البلاد.

وفى نفس الوقت الذى استعد فيه السيسى لإعلان البيان التاريخى، طلب اللواء محمد زكى، قائد الحرس الجمهورى، من محمد مرسى الدخول إلى الفيلا، لأن هناك أمراً عسكرياً باحتجازه، فراح يصرخ: إنتوا مين؟ أنا القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأنا آمرك بأن تتوقف عن هذا الفعل وإلا فإننى سأحاكمك محاكمة عسكرية أنت والسيسى وكل المتورطين.

حاول اللواء محمد زكى إفهامه الأمر، وقال له إن الجيش قد انحاز إلى الشعب، وإن الفريق أول عبدالفتاح السيسى يعلن الآن خارطة الطريق فى حضور القوى السياسية والأزهر والكنيسة والقضاء، إلا أنه لم يصدق، وظل يردد: أنا الرئيس الشرعى المنتخب، أنا القائد الأعلى للقوات المسلحة، أنا سأحاكمكم، ولن أسكت عليكم أبداً، وإن المجتمع الدولى سيجبركم على التراجع.

وعندما لم يجد مرسى استجابة، راح يطلب ضرورة أن يصاحبه فى الإقامة داخل الفيلا كل من السفير محمد رفاعة الطهطاوى رئيس الديوان، وأسعد الشيخة نائب رئيس الديوان، وقد تحقق له مطلبه بالفعل، بينما تم احتجاز الأشخاص الآخرين داخل مبنى الحرس الجمهورى، وتم السماح لأفراد أسرته الذين كانوا يصاحبونه بمغادرة المبنى إلى منزلهم
وفى ذاك المساء راح نجله «أحمد» يركب إحدى سيارات الرئاسة ويلف بها فى فناء دار الحرس الجمهورى بطريقة جنونية غير مصدق لما جرى، كان يسب الجميع بألفاظ فاحشة، إلا أن اللواء محمد زكى، قائد الحرس، طلب عدم التعرض له.

كان محمد مرسى مغيباً عن الأحداث، لقد سحب منه أسعد الشيخة، نائب رئيس الديوان والعضو القيادى بالجماعة، «ريموت» التليفزيون وضبط له التليفزيون على إحدى محطات القرآن الكريم، حتى يمنعه من متابعة الأحداث التى كانت تجرى فى الشارع.

عمّت الفرحة الشارع المصرى، تدفق الملايين إلى الشوارع يحتفلون بقرار القيادة العامة للقوات المسلحة، لم يصدق البعض وقائع ما حدث، شعروا أنهم كانوا يعيشون كابوساً رهيباً، كانوا على ثقة أن مصر قد خُطفت منهم، وأن الجيش أعاد إليهم الوطن والحياة.
ارتفعت أعلام مصر وصور السيسى فى كل مكان، خرجت مظاهرات فى العديد من البلدان العربية تعلن تضامنها مع الشعب المصرى وتهنئه بسقوط حكم الإخوان

Related posts

Leave a Comment