كتب-سليم محمود
المقاطعة لم تعد جبنة مثلثات وزبادي وعطور ومستحضرات تجميل فقط كما يوهُمونك……
حيث أعلنت أكبر سلسلة متاجر قطرية سحب كل المنتجات الفرنسية من فروعها حتى إشعار آخر، كما أعلن نائب رئيس التعاونيات بالكويت ان حوالي ٦٠ جمعية تعاونية بالكويت قاطعوا المنتجات الفرنسية وتم سحب جميع المنتجات وإعادتها للوكلاء المعتمدين لهذه الماركات في الكويت . كما كان لكل من السعودية والأردن وتركيا دوراََ كبيرا في هذه المقاطعة.
أما عن تأثير جانب الصادرات الفرنسية فإن قطاع الأغذية الزراعية يعد اكثر القطاعات تاثراََ حيث تقوم فرنسا بتصديره إلى الشرق الأدنى والأوسط ويأتي من بعده العطور ومستحضرات التجميل والمنتجات البترولية. حيث وصلت صادرات فرنسا للعام الماضي 2019 ما يقارب من 500 مليار يورو وبحسب معدلات الجمارك الفرنسية بلغت الصادرات الفرنسية للشرق الأدنى والأوسط 14 مليار يورو ،بمعدل 3 ٪من إجمالي صادرات فرنسا. وفي الوقت الذي يصعب فيه تقدير حجم خسارة الإقتصاد الفرنسي إلا أن من خلال المعدلات السابقة تشير الي مدى تأثر حجم الصادرات الفرنسية إذا استمرت المقاطعة.
و الجدير بالذكر إن المقاطعة حتى الآن مقاطعة شعبية بمعنى ان الحكومات لم تقوم بها.وقد حصدت هذه المقاطعة نتائجها وتأثر دول كبري مثل باكستان في إتمام صفقاتها مع فرنسا حيث
ألغت باكستان صفقة بقيمة 1.5 مليار دولار مع شركة فرنسية بسبب التوترات بين باكستان وفرنسا بسبب الصور المسيئة للرسول صل الله عليه وسلم التي نُشرت في فرنسا وتصريح الرئيس الفرنسي بشأنها. وبحسب ما ورد كانت الصفقة دفاعية.
وفقًا لتقارير وسائل الإعلام ، كانت باكستان وشركة إيرباص الفرنسية على وشك الانتهاء من صفقة أرادت البحرية الباكستانية بموجبها شراء 27 طائرة هليكوبتر من طراز EC725 Caracal متعددة المهام لبرنامج طائرات الهليكوبتر الحربية المضادة للغواصات.
كانت البحرية الباكستانية قد أصدرت مناقصة لتحديث أسطولها من طائرات الهليكوبتر. التي كان من المرجح أن تشتريها شركة إيرباص الفرنسية.
ومع ذلك ، أدت الموجة الأخيرة من الإسلاموفوبيا إلى توترات بين فرنسا ودول أخرى ، بما في ذلك أوروبا.
ومع ذلك ، هناك تقارير تفيد بأن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع شركة إيرباص قد تم إلغاؤه واستبعاد الشركة من عملية المناقصة….
تخيل حملة مقاطعة شعبية أقامها الأفراد وليست الحكومات تؤدي إلى وقف صفقات دول عملاقة. وقد تؤدي إلى انهيار جزء كبير من صادرات فرنسا وكل ذلك يؤثر بالطبع على النمو الإقتصادي الفرنسي. …. تخيل دورك البسيط في تلك الحملة الذي أدي الي مجموعة تقلبات لم تكن متوقعة من قبل وهذا السيناريو ما زال مستمراََ ولم ينتهي بعد…. فالكل يعمل وهو مقتنع تماماََ إنه أضعف الإيمان تجاه رسولنا والإسلام ولنرد بمقاطعة المنتجات الفرنسية قل منها او كثر في النهاية سوف تؤثر رداََ على الإتهام بالإرهاب والعنصرية من هؤلاء.