دعا لنفسه بحسن الخاتمة

 

متابعة:العنود انس عمر .

كعادته كل يوم خرج شعبان عبدالفتاح، 72 عاماً، من منزله الكائن في منطقة أبوزعبل بمحافظة القليوبية، بعد سماعه لأذان الفجر متوجهاً إلى مسجد أبوبكر الصديق القريب من منزله لأداء الصلاة، وكان يُطيل في سجوده، ويكثر من الدعاء لنفسه بحسن الخاتمة، وفرج الهم ورفع البلاء عن أقاربه وجيرانه.

خطوات سريعة خطاها الرجل السبعيني في اتجاه المسجد دون أن يدري أنه ذاهباً إلى قضاه، فأثناء أدائه لصلاة فجر أمس الأول، فوجئ المصلون بوفاته أثناء سجوده، حيث مال على جانبه الأيمن وصعدت روحه إلى بارئها، فشعر المصلون بحالة من الصدمة، وضربوا كفاً على كف مندهشين من الرجل الذى كان يقف على قدميه منذ لحظات وفجأة سقط متوفياً، مرددين “الله أكبر.. الله أكبر”، لكن ما شد من عزمهم وصمودهم أمام الموقف أن الله أحسن خاتمته وتوفاه في مكان طاهر.

وبحسب نجله الوحيد “محمد” فإنه كان يعتاد الخروج يومياً مع والده لأداء الصلاة، لكن في ذلك اليوم تحديداً لم يذهب للصلاة في البيت لإصابته بنزلة برد: “ربنا أراد إني مكنش معاه عشان ماتصدمش من منظره، دي حكمة ربنا”.

كان “شعبان”، يعاني من مرض في القلب ودخل على إثره المستشفى يوم 29 فبراير الماضي، وخرج بعدها بأيام، وبعد تحسن حالته الصحية عاد للتردد على المسجد مؤديا الصلوات الخمس، وفى يوم الوفاة لم يكن يشعر بأي متاعب، يحكى نجله “محمد”: “روحنا اشترينا حلاوة مولد النبوي وطلعنا البيت وكان فرحان بيها، وفي نفس اليوم كان أتصور عشان تجديد بطاقة الرقم القومي وأنا استلمتها بالنيابة عنه وروحت اديتها له وفرح بها جداً”.
يحكي “محمد” عن تفاصيل يوم الوفاة: “صليت في البيت لأني كان عندي دور برد، وبعد الصلاة لقيت تليفوني بيرن واتفاجئت أن المصلين بيقولوا لي أن والدك خلص صلاة ومال على جنبه وعدلناه لقينا روحه طلعت للي خالقها”.
بصدمة شديدة استقبل “محمد” خبر وفاة والده: “يومياً كنا نروح نصلي مع بعض ومن تدابير ربنا أني أتعب عشان ماشوفش لحظة احتضاره، لأني كنت ممكن هنهار وكان ممكن يجرى لي حاجة”.
عرف “شعبان”، بين جيرانه وأهل منطقته بـ”رجل المسك”، لأنه كان يعطر كل من يقابله في طريقه، كبيراً أو صغيراً، كما عُرف بسيرته العطرة وحبه للخير والعطاء ومساعدته الأخرين: “بابا كان بيحط مسك لنفسه وللمصلين وبيرش في الجامع عشان الريحة تبقى حلوة ومريحة للموجودين، وكمان كان بيحب يعطر الأطفال في الشارع لدرجة أنهم كانوا بيجروا وراه في الشارع عشان يحط لهم مسك”.
وبحسب “محمد”، وكان والده منتظم في صلاة الجماعة داخل الجامع، حتى وإن كان مريضاً وغير قادر على الخروج من المنزل: “مكنش بيفوت فرض ربنا أبداً ودي كانت أمنيته يموت بين أيدينا ربنا وكتبها له عقبالنا زيه”.

Related posts

Leave a Comment