التخلف السياسي.

 

تكتب هويدا عوض احمد
التخلف السياسي هو ضعف قدرات النظام السياسي عن تعبئه أفراده ومؤسساته بدرجه كافيه لتحقيق أهدافه العليا. هذا فضلا عن بناء نسق جديد من القيم السياسيه التي تدفع بمكوناته إلي اكتساب إتجاهات بنائه والإنخراط في سلوك مشارك….
التخلف السياسي ينصرف إلي عدم توافر القدرات الأوليه لدي النظام السياسي من إتصال وهيئات وسطيه ومنظمات غير رسميه ‘ هذا فضلا عن الموارد الإقتصاديه اللازمه لإكتمال تلك القدرات.
ولاشك ان هذا النقص في القدرات يحد من الإمكانيه والرغبه في بناء الأفراد أو المؤسسات أو تعبئه ماهو موجود منها في سبيل تحقيق الأهداف السياسيه العليا..
إضافه إلي ان حاله التخلف السياسي تتضمن نتيجه لهذه العوامل كلها… هو عدم وضوح الأهداف العليا للجماعه السياسيه سواء في المدي القصير أو المستقبل البعيد.
وهكذا يتسم المجتمع المتخلف سياسيا بعدم القدره علي إمكانيه استشراق آفاق المستقبل لأنه لم يتمكن بعد من تحديد نطاق ومجال حركته السياسيه في الحاضر
ولا يخفي علي الجميع ان التخلف الإقتصادي ينتج تخلف سياسي بشكل مطرد
وفيما يلي بعض مظاهره الواضحه..
اولا .
الخلط الوظيفي.. حيث يوجد العديد من الأجهزه المتنوعه مثل المجالس التشريعيه والهيئات التنفيذيه والمؤسسات القضائيه والأحزاب السياسيه والنقابات وجماعات الضغط بكل ماتتضمنه هذه الأجهزه من أدوار متخصصه للأفراد العالمين فيها ويتميز النسق المتخلف بقله الأجهزه ‘ وتمركز السلطه ‘ وممارستها من خلال جهاز واحد وبغيبه التخصص عندما يكون صانع القرار هو المشرع والقاضي والمنفذ والكاهن الأكبر ثانيا…
التباعد بين الحاكمين والمحكومين…من سمات النسق السياسي المتخلف التفاوت الشاسع بين الذين يمسكون بزمام الامور السياسيه والذين يطيعون الأوامر . فهو لايعرف المشاركه الجميع للسياسه وعدم اقتصارها علي قله بحيث يصبح الافراد مواطنين لارعايا
ثالثا…..
يتم التعيين في المناصب والمواقع في النسق المتقدم علي اساس الاستحقاق للكفاءه والمقدره والمؤهل اما النسق المتخلف يعتمد علي القرابه والثروه او الجاه
رابعا…
النفسيه الإنفعاليه واللاعقلانيه. يتميز السلوك السياسي لأفراد الجماعه السياسيه المتخلفه بغلبه الإنفعال والإعتبارات العقائديه والأيدولوجيه ‘ التي اسسها الإعتقاد في أشياء معينه وليس الإقتناع بما يمكن إثباته عقلانيا ومنطقيا واختياريا هذا في الوقت الذي يتبع الأفراد في سلوكهم في النسق المتقدم قواعد التحليل والإختبار العياني
خامسا..
تتولي الدوله دورا عقائديا هاما بصياغه العقائد السياسيه والترويج والدعوه لها لدمج التراث القديم مع القيم الحديثه الباعثه علي الفعاليه والإنتاجيه بهدف تعبئه الجماهير من أجل التنميه والدوله والدوله مطالبه كذالك بالقيام بدور رئيس في التشيد القومي وارساء الدوله المركزيه
متجاوزه الدائره الضيقه للجماعه السياسيه علي اساس القرابه او العائله أو القبيله في نسق التخلف السياسي

Related posts

Leave a Comment