كتب -محمود مسلم.
دكتوره سميه المسلمى دكتور العلوم السياسيه والخبير الاستيراتيجى لشؤون ودراسات الشرق الأوسط. تقول لقد لعب الارهاب الممنهج دوليا واقليميا دورا بارزا فى كيفيه اختراق العقول العربيه بطرق عديده ومتنوعه وأذكر منها فى مقالى هذا الاعلام فمع تزايد أهميته ودوره فى صنع السياسه الدوليه والإقليمية والتأثير فيها ، يتفق الكثيرون على ان اغلب الصراعات الواقعه فى عالمنا المعاصر هى ثقافه مشاريع وليس بحكم التأثير الواسع لوسائل الاتصال او لانتشار القنوات الفضائيه فقط، ولكن لان الاعلام أصبح سلاحا اجتماعيا وسياسيا له وظيفه مكمله للسياسه. بل هو تأثير لها بأسلوب معلن ، كما أنه يعتبر من أخطر الاسلحه التى تستخدم في مجال الحرب النفسيه. إذ يعمل على تغير المفاهيم والمواقف من مجمل القضايا المطروحه سواء بالسلب أو الايجاب.
اذا من هنا نجزم بأن الحرب الاعلاميه أصبحت من أهم الحروب والصراعات في عصرنا الحالى حيث لها تأثير واضح على تاجيج الخلافات والصراعات ، بل اصبحت البديل العصرىالحروب التقليدي التى كانت يغلب عليها الطابع العسكرى ،فلقد أصبحت القنوات الفضائية الموجهة عن قصد لتحقيق هدف معين من دول عداءيه لها أهداف السيطره والهيمنة والاسقاط مستهدفة شعوبا بذاتها ولغاتها القوميه مما جعلها سلاحا من اسلحه هذه الحرب النفسيه وأداه رئيسيه فى العلاقات الدوليه وفى نظام الاتصال الدولى ، هذا النظام الذى تعتبر كل مكوناته ذات وظيفه سياسيه منذ نشأتها حتى اليوم مما ساعد على بروز دور هذه القنوات فى عمليات اختراق الجمهور المستهدف لتحقيق آثاره السياسية والاقتصادية والثقافيه على الدول التى يبث إليها وجاء فى مخططهم استخدام اللغه العربيه من أجل الوصول للهدف والتى تبنتها القنوات الفضائيه مستهدفة اختراق الشعب العربى بكل فئاته أطفاله وشبابه وشيوخه لبث أفكارها وسياستها سواء بشكل مباشر او غير مباشر بهدف التأثير في الملتقى العربى وفى إطار التكتيك المستخدم وأساليبها الدعاءيه والتكتيكات الاختراقيه المستخدمه في خطورته عملها،مما يعكس بدوره اهميه الشعب العربى كجمهور مستهدف من قبل القائمين بالاتصال في دول عديده بدأت تتجه إلى تعزيز تواجدها الإعلامى فى المنطقه العربيه وفى إطار الصراعات القائمه فيها.
ان هذه القنوات تمتلك من الإمكانيات الماديه وكذلك التقنيه الضخمه مايؤلها لأداء عملها بهدف التسخير لذلك وبث السموم والأكاذيب والشائعات الممنهجه الكاذبه لتنتشر تجاه كافه أرجاء المنطقه العربيه.
ان الأساليب الاستيرتيجيه التى استخدمتها هذه الدول فى اداء عملها ماهو الا إنعكاسا بمدى الجهد المبذول من قبل القائمين على هذا العمل بهدف تحقيق أهداف واضحه ومعلنه الا وهى طمث الهويه العربيه وتشويه صوره العربى فى شتى بقاع الأرض إقليميا وعالميا. فقد نجحت وساءل الاعلام الممنهجه والموظفه استيراتيجيا فى تعميق وتأجيج الخلافات العربيه العربيه عن طريق العزف على الوتر الذى من شأنه أن يقسم الدول إلى أقليات وأحزاب واجناس مختلفه ان هذه القنوات العداءيه عملت بكل وسائلها بالتشكيك باللغه العربيه واعتبارها حليفا متنافرا من الشعوب والأجناس والأقليات مع تضخيم مساله التعدديه الطاءفيه من أجل استخدامها في الهيمنه .
ارى انه يجب التصدى لهذه الحرب الاعلاميه من خلال التخطيط العلمى عن طريق إعداد خطط دفاعية موحده ومحكمه يقودها مجموعه من الساسه والاعلامين المتخصصين على أرفع المستويات العلميه واجهزه علميه راسخه قادره على بناء وتنفيذ الخطوه الاعلاميه استيراتيجيا وتكتيكيا. من أجل طمث توظيف آليات العولمة الاستعمارية منها أيضا شبكات الانترنت .لقد لعب الموقع الاحستيراتيجى الشرق الاوسط دورا بارزا نحو جذب اهتمام القوى الدوليه والاقليميه على مر العصور فهى ولا زالت عباره عن ساحه صراع بأطراف عديده شتى وفى مقدمتها الدول الكبرى ذات المصالح التى لاتنتهى .