بقلم مصطفى سبتة
وجدت الصّمت في ديني حراما
لطمت على ذهاب العمر خدّي
وحقّي أن أثور على الفساد
وأبكي كلّما عاينت شعبا
تقدّم في المـــــــــعارف بالسّداد
فكم من أمّة عثرت فقامت
وحقّـــــــــــــقت التّفوّق بالرّشاد
وكم من أمّة سقطت فأمست
بفــــــعل سقوطها مثل الجماد
أنوح على التّسلّط في بلادي
من الوجع المــــــــفتّت للفؤاد
أقاوم بالقريـــــض وباليراع
وأهجم بالبــــيان على الرّعاع
وما زالت مقاومتي وعزمي
بحزمهما أصارع في الضّــباع
أغير على البلاد ومن عليها
وقد سقـــــــط القناع عن القناع
وكيف أطيق شرّا مستطيرا
ورأسي قد تألّم بالـــــــــــصّداع
يراعي لم يزل قلما مطيعا
بحبره قد أصـــــــــرّ على الدّفاع
رجعنا بالعقول إلى الوراء
فصرنا كالبـــــــــــــهائم في البغاء
نعادي نور علم لا يعادى
ونمـــــــــــكر كالثّعالب في البناء
وقد عثرت بجنح اللّيل رجلي
فأجبرني السّــــقوط على البكاء
وقال مخاطبا لي أنت أعمى
فقلت نعم فطــــــمت على الغباء
تضيق النّفس منّي في بلاد
بها السّحت استـحال على الدّواء
وجدت الصّمت في ديني حراما
إذا ضوء النّــــهار غدا ظلاما
بكيت دما على الأوطان لمّا
علمت بأنّي في الفـــــــــقه أعمى
أصابتــــــــي اللّيالي بابتلاء
فصرت مكبّلا في الحـــبس ظلما
وكنت إذا سألت عن اعتقالي
رجعت بخــــــــيبة فازددت غمّا
رموني في السّجون بغير ذنب
وظلمي زادني في الأسر رجما
يقولون ابتســــــــــم وأنا أثور
وأرفض أن ينشّــــــطني الفجور
لقيت من المصائب كلّ ضرب
ورأسي شاب والبــــــلوى تدور
وقد أفنى البكاء عليّ دمعي
وفي زنزانتي انعـــــــــــدم السّرور
وكم من ليلة في الغمّ طالت
وضاقت من قســـــــــاوتها الصّدور
مضت بقضائه الأيّام تجري
وحال الخلق يعـــــــــــــلمه الغفور