د . أحلام الحسن
خبيرة واستشارية إدارة أعمال
وإدارة موارد بشرية
مفهموم نظرية X ونظرية Y ..
تكلمنا في حلقة الإسبوع الفائت عن أساسيات فنّ الإدارة المطلوبة في المدير العام أو المدير الثانوي لإحدى الأقسام بالمؤسسة حكوميةً كانت أم من مؤسسات القطاع الخاص .. ونواصل حلقة هذا الإسبوع عن نوعين تميّزا وظهرا في جميع المؤسسات ودون استثناء ومشى كلاهما على إحدى النظريتين في تطبيق سلطته ونفوذه بالمؤسسة باستخدام نظريةX وتطبيقها بحذافيرها أو استخدام نظرية Y وتطبيقها بحذافيرها ولكلّ من الإدارتين وجهة نظر قد تنفع وقد تضر ..
تعريف نظرية X ونظرية Y :
ظهرت هذه النظريتان في الستينات مع ظهور علم التنمية البشرية بصورة أكثر وضوحا بخصوص ما يحتويه فكر الموظف ونفسيته ومستوى إدائه الوظيفي .. وتمّ تطويرهما مع تطور علم التنمية البشرية وعلم إدارة الموارد البشرية على يد الدكتور ماكغريغور دوغلاس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مدرسة سلون للإدارة ومن هناك إنطلقت هذه النظريتان واستخدمتا في التعليم الإداري لإدارة الموارد البشرية والسلوك التنظيمي ولمعرفة جدوى الإتصال التنظيمي وأهميته في تنمية الموارد البشريةوالرّقي بالعالم الإقتصادي لأعلى مستوى له في كميةالإنتاج وجودة الإداء الوظيفي والتي تتحكم بالإنتاج ومستواه إذا ما تُركت دون رقابةٍ ودون تنظيم ..
ويرى د . ماكغريغور بأن لا مفر للمؤسسات من إحدى النظريتن .. ويعتمد نجاح إحداهما في المؤسسة على كيفية تطبيقها من قِبل المدير العام أو مدير القسم أو المسئول المُوكل لهُ بالمهمة ..
نظرية X :
1_ تفترض هذه النظرية افتراضًا عجيبًا على الإنسان .. وتنظر إليه على أنّه مخلوقٌ كسولٌ لا يحبّ العمل بطبيعته ويتهرّب من إداء عمله ووظيفته إذا ما أُتيحت له الفرصة .
2- يلتزم المدير الممارس لهذه النظرية بضوابط صارمة على الموظفين وبمضاعفة الإشراف التام على إداء أعمالهم عن كثبٍ من خلال مشرفين يحملون ذات الإعتقاد ويعملون بذات النظرية ( X ) وله وجهة نظره في هذا وهي الحرص الشديد على حسن إداء الموظف .
3- التحفيز والتّشجيع والحوافز آخر ما تفكّر به نظرية X وتستبدله بالصّرامة الشديدة على الموظفين .. وإن أقبلت هذه الإدارة يوما ما على منح الموظف الحوافز التشجيعة فسيكون شحيحا جدا .
4- نظرية الفاهم الأوحد عادةً ما ترافق شخصية المدير X .. حيث يرى نفسه بأنّه الأخلص والأكفأ .. فلذلك نراه يصرّ على وجهة نظره الوحيدة ولا يعتمد على التّشاور مع بقية مدراء الأقسام .. بل يصدر قراره في إجتماع الإدارة ويكون أمره أمرًا مُلزمًا على الجميع وعليهم الإنصياع له .. دون الإعتبار بوجهات النظر .. وهناك فئةٌ أخرى في شخصية المدير X تقوم على التشاور مع مجلس الإدارة إلاّ أنّها تمارس نظرية X بكلّ سلطتها على الموظف ..
نظرية Y :
هذه النظرية تمامًا عكس نظرية X من خلال افتراضاتها التالية :
1- تفترض إدارة نظرية Y بأنّ الإنسان بطبيعته باحث عن رزقه .. وطموحٌ .. ومحبٌّ لعمله .
2- تتحلى إدارة Y بالذكاء والتّأني وضبط النفس .. وتقوم على الإحترام المتبادل بين الموظف والإدارة .
3- تعتقد إدارة Y بنظرية أنّ الموظف يتمتع بالذكاء والفطنة ولديه القدرة على الإبتكار والإبداع في الأعمال الذهنية أو اليدوية لذلك سينتج بصورةٍ أفضل إذا ما روعيت إنسانيته في مكان عمله .
4- ترى نظرية Y ضرورة إعطاء الموظف الفرصة المناسبة لإبراز موهبته الوظيفية .
نتيجة كلا النظريتين :
تقوم إدارة نظرية XX على الصّرامة كم ذكر أعلاه وعادة ما ينتج من تلك المعاملة الصّارمة تثبيط طموح ومواهب الموظف المتميز والمنافس لتولى منصب الإدارة نفسها .. ونتيجة ذلك حرص الإدارة على البقاء في منصبها فإنه لا يستبعد منها محاولة إقصاء هذا الموظف المتميّز .. أو توجيه تهم التقاعس في الإداء الوظيفي من أجل الإساءة لملفه الوظيفي والحيلولة دون إرتقائه .
بينما نرى إدارة Y وكما ذكر أعلاه تقوم على الإحترام المتبادل وتشجيع الموظف الموهوب والمتميز وإن كان ممن ينافس الإدارة يوما ما في تولّى مكانها ..فإدارة Y تتمتع بالإيثار لصالح المؤسسة .
المصادر :
مؤلف فنّ الإدارة لكاتبة المقال .