عبقرية مدمرة

بقلم / حسين ابوشنب السبيلي
_________////__________
الجاجة تجعل الأنسان يصنع اى حاجة .
لجأ أحد الأشخاص لإختراع حيلة عبقرية مضحكة فى شكلها ، مدمرة لصحتهِ فى مضمونها .
عندما نفدت أمواله جراء إرتفاع الأسعار ، ففضل أن يستغنى عن كيفه ومزاجه حتى يصل إلى بيته ويتصرف فى إيجاد أموال لشراء السجاير ، فمول السيارة وفى طريقه إشتدت عليه الرغبة فى التدخين .. فقاوم وتحمل ، ولكن مع إرهاق القيادة ومساوء الطريق إزدات شدة رغبته الجامحة للتدخين وضبط مزاجه وكيفه ، فلم يستطيع التغلب عليها ..ووجد نفسه فى هيئةالمدمن وقت الذروة .
فتوقف عن السير ونزل من السيارة يبحث عن أى شخص مدخن يقترض منه سيجارة .. فلم يجد ما يسد حاجته الماسة للتدخين ، فنظر يمينه نظرة عميقة سارحاً فى خياله باحثا عن حل … ليجد برميل من الصاج به مهملات من أوراق وأكياس فارغة ، فوضع فيها بعض قطع الأخشاب وأعواد الشجر الجافة وأشعلها ، وأحضر خرطوماً من سيارته ووضعه في ثقبٍ فى أسفل البرميل … وقام بسحب الدخان وإخراجه من أنفه .. لتتم عملية التدخين بنجاح وعبقرية .
بعيدا عن نوع الدخان وعدم الفلترا والأضرار الناجمة منه ….. فيالها من شدة وتجربة قاسية على النفس والصحة والمجتمع والدين .

إذا كان هذا حال المدخن مع الغلاء … فكيف يتصرف الجائع والظمئان و المريض و الشباب فى الزواج وأصحاب الشهوات الجامحة … والموصلات والمساكن والأتصالات ومتطلبات الحياة الضرورية .

ألسنا الأن أمام طرحٍ هائل من العباقرة والمخترعين للحلول البديلة المدمرة… لإهلاك صحتهم وأنفسهم ، وخلق جيلٍ من الجياع والمتشردين بسبب الغلاء وظروف المعيشة الصعبة ( الموت البطئ )…؟
فلعلنا أمام سوء فكر من المسئولين يسعى لإكتفاء حق المعيشة الكريمة والحياة المرفهة على الأغنياء والمسئولين ، وهذا هو الحكر كل الحكر .
وكما قال الله تعالى فيما معنى الأية الكريمة ( أمرنا مترفيها ففسوقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ) وسيحملوا أوزار كل مايفعلوه … فإن أجل الله لأت …

Related posts

Leave a Comment