بقلم مصطفى سبتة
ملؤوا الأواني سلسبيـلا نابعـا
من كف (أحمد) مستطابا يانعـا
عذبـا رطيبـا طاهـرا متدفقـا
يجري يعانق للحبيـب أصابعـا
والجيش يُروى من إناء ضيـق
أضحى بمعجزة المشفع واسعـا
فالله أعطـاه المواهـب جلـهـا
أسداه بسطـا ذا بهـاء شاسعـا
وحباه موفور المكـارم والنـدى
فيضا جليـلا للفضائـل جامعـا
و(حليمة) السعداء ضمت (أحمدا)
طفلا فجازت بالرجوع مراضعـا
وبليلة الإسراء حـاز المجتبـى
طـه سمـوا للأعالـي رافـعـا
وبسدرة الأنـوار حـل مبجـلا
وسواه يلقى بالدخـول المانعـا
والضب كلمـه جهـارا شاهـدا
برسالة المختار أسمـع سامعـا
والعود أضحى سيف غزو باتـر
بيمـين طـه مستنيـرا لامـعـا
يهوي على جيش لكفـر مثخنـا
لرقـاب أعـداءٍ لئـام قاطـعـا
وشكا البعير ل(أحمـد) أحزانـه
يبكي .. بطـه مستعينـا دامعـا
ويبث هما للحبيـب المصطفـى
يحنو عليه لدى الموالي شافعـا
وغزالة البيداء رامـت (أحمـدا)
جهرا ضمينا كي ترضِّع راضعـا
والبئـر فـاض بتفلـة لنبينـا
أضحـى زلالا بالمنابـع طالعـا
والسيف يسقط من عدو كاشـح
ليكون خصما للمُنَّـور ضارعـا
ومسيرة الأشجار نحـو حبيبنـا
تمضي تؤم إلى حمـاه مرابعـا
وسحابة ظلت تظلـل (أحمـدا)
إن راح أو كان الْمُظَلَّـل راجعـا
والعُكَّة ُالفيحاء ضمـت سمنهـا
دهرا طويـلا بالمطاعـم نافعـا
والكفر في (ثور) يلاقـي غـاره
بالبأس محروسا يضـم مدافعـا
والفارس المشتاق نوقا قد ثـوى
بالرمل محتـارا حسيـرا قابعـا
والشاة أقعدهـا الهـزالُ بمسـه
درت شرابا بالهواجـر ناصعـا
والعين في وجه الجريح (قتـادةٍ)
لاقت طبيبـا للبصائـر بارعـا
عادت أصح الناظريـن بصحـة
وسلامـة عمـت محبـا تابعـا
والصخر يقريه السـلامَ إذا بـدا
طه وحـازى للمُسَلِّـم شارعـا
(أُحُدٌ) يحب المصطفى وصحابـه
يهتز شوقـا بالجوانـح والعـا
تغشاه من أمر الحبيـب سكينـةٌ
مستأنسا صحوا سعيدا خاشعـا
ومواضع القـوم اللئـام بغـزوة
كانـت بحـق للهلاك مواضعـا
كم معجـزات لا يـزال بريقهـا
يجتاز في دنيـا الأنـام مواقعـا
إخبار طه عـن أمـور تُرتـأى
فيهم تثير مع الحنيـن دوافعـا
فيهـا علامـات تؤكـد كلـهـا
صدقا بإعجـاز النبـوة ضالعـا
بزت معارضها الجهول ومزقـت
خصما على مر العصور منازعـا
ومضت بأنوار الحقيقة قد هـدت
قلبـا سليمـا للمهيـمن طائعـا
فبكـل معجـزة بيـان للـورى
تحوي بتفصيل الأمور جوامعـا
مرت ولازالت بأصقـاع الدُّنـى
تروى تضـم روائعـا ومنافعـا
منها اتصـال بالحبيـب قلوبنـا
تهفو تفـارق بالحيـاة مواجعـا
تُشفى بفضـل الله جـل جلالـه
تُهـدى سياقـا للمحبـة رائعـا
وبشرعة القرآن معجـزة حـوت
للناس نورا بالبسيطـة شائعـا
فمن استفاد بحكمه نـال المنـى
أو كان في جهل يكون الضائعـا
فاجعل إلهـي حبنـا للمصطفـى
بقلوبنا غرسـا نضيـرا يافعـا
واجعل قصيدي في مديح المجتبى
يشدو بصـدق الإتبـاع روائعـا
صلى الإله علـى النبـي وآلـه
ما الودق لاقى بالدروب مَزارعا !