خيوط نغزلها أم حروف ننطقها ؟!

ثمانية وعشرون حرفًا قد يحملونك ، ويحلقون بك وسط أسراب النجوم ، أو يسقطونك ؛ لتهوى إلى أخر الارضين . ثمانية وعشرون حرفًا فى أبجديتنا العربية . إن أحسنت استخدامها استطعت أن تكون مكللًا بالنور بين ملائكة السماء ، وإن أسأت استخدامها وجدت نفسك عن عمدٍ بين شياطين الإنس تسكن كهوفهم . تعالوا ننطق بلغةٍ أرقى . تعالوا لننفذ إلى قاع بحر من نور تتلالأ فيه كلماتنا فنصنع منها قلادات نزين بها صدور من أحببنا . استوقفتنى تلك الحروف الثمانى والعشرون . حين حدثت الكثيرين وحدثونى . حين وجدت أن هناك من يحسن استخدامها ، فأراه بارعًا فى قدرته على إسعادى ، وبعث روح الأمل فى نفسى من جديد . نفسى التى كانت تهيم فى ظلامها وتتخبط بلا هدف وهى تتحسس جدرانًا من الوهم ، وتحسب أنها ستجد ضالتها فى الاحتماء بها ؛ وعندما أوشكت على الاستسلام ؛ إذا بى أجد يدًا ممتدة تمسك بيدىَّ وتقول اعبرى ، ولاتخشى شيئًا . تمتد تلك اليد الحانية لتنقذنى ، وتمسك بالأخرى مصباحًا يضيئُ لى ظلام نفسى . كلمات مجرد كلمات قد تصنع منا قصة نجاح ٍ نسطرها بحروف نورانية أو تسحق كل جميل فينا . كلمات خلقت لتزرع صحراء الألم بأزاهير الأمل كلمات تجعلنا نعلو ونرقى أصحاب تلك الكلمات الرائعة هم رائعون اغتسلوا فى طهرِ وتعطروا بكل عطورالدنيا منحونا الخير بكلمات . صدقونا الوعد بكلمات . أثنوا علينا وعلى مافينا من جمالٍ وتميز بكلمات . صنعوا ضحكتنا فألقت علينا بظلال الفرح بكلمات . امتزجوا فينا ، فتوحدوا معنا بكلمات . تعالوا نغزل ثياب الفرح بكلماتنا ، ونهديها لبعضنا البعض . تعالوا نرفع أناسًا يستحقون كل الخير بكلماتنا . تعالوا نحلم بكئوسٍ مزجنا مياهها بعطرٍ لنهديها للعطشى فى زمن ٍ جفت فيه المشاعر ، وقست فيه القلوب . سنحيل جحيمنا نعيمًا بكلمات . ستتحول بيوتنا لقصورٍ تتسع الجميع بكلمات . لاتستهينوا بها فثوب الفرح ماصار ثوبًا إلا من تلك الخيوط العديدة وعبارات الفرح لم تكن لتوجد ، وتسعدنا إلا من تلك الحروف وتلك الكلمات . وسأبقى هكذا إن شئت أم أبيت أن رضيت نفسى أو تمردت سأبقى للأمل باعثةٍ رغم غموض المشهد رغم قتامة اللون سأنثر النور فى خلفية لوحاتى ، وأمسك بفرشاةٍ صنعت من شعاعات الشمس لتدخل على قلبٍ عرفته ، وسكنته يومًا كل الفرح والسرور . دعونا نغزل من أبجديتنا رداء يحمينا من بردٍ ، أو حرٍ . يحمينا من خريفٍ يسقط علينا تجاربنا السابقة ؛ ليخبرنا أن الربيع لن يأتى ثانيةً . اصنعوه من الآن ، فالربيع قادم أستنشق عبيره ، وأرى ألوان زهوره الفاتنة وأستمع إلى ضحكات الجميع حين صاروا كالأطفال يتراقصون ، ويلعبون فى حديقةٍ . سنعود كما كنا نختزل مشاهد الألم التى مررنا بها . نمحوها ونبدلها ، ونحيا فى جنةٍ من وحى كلماتنا التى قد تعيد إلى قلوبنا الحياة حين تشتد أزماتنا ، وتغرب شمس الأمل عن سمائنا . حين نتخبط فى غيومٍ ملأت سماء نفوسنا . الحياة ماعادات تتحمل اكثر من أن نجعلها خزينة لانكسارتنا ، وأوجاعنا . كفانا هدمًا وتحطيمًا . كفانا ظلمًا لأنفسنا ولغيرنا . مدوا أيديكم واختاروا كلماتكم . كونوا عونًا لبعضكم البعض . انتظرونى لاتنسوا أن تجعلونى رفيقة لكم فى رحلتكم .

Related posts

Leave a Comment