ثمانية وعشرون حرفًا قد يحملونك ، ويحلقون بك وسط أسراب النجوم ، أو يسقطونك ؛ لتهوى إلى أخر الارضين . ثمانية وعشرون حرفًا فى أبجديتنا العربية . إن أحسنت استخدامها استطعت أن تكون مكللًا بالنور بين ملائكة السماء ، وإن أسأت استخدامها وجدت نفسك عن عمدٍ بين شياطين الإنس تسكن كهوفهم . تعالوا ننطق بلغةٍ أرقى . تعالوا لننفذ إلى قاع بحر من نور تتلالأ فيه كلماتنا فنصنع منها قلادات نزين بها صدور من أحببنا . استوقفتنى تلك الحروف الثمانى والعشرون . حين حدثت الكثيرين وحدثونى . حين وجدت أن هناك من يحسن استخدامها ، فأراه بارعًا فى قدرته على إسعادى ، وبعث روح الأمل فى نفسى من جديد . نفسى التى كانت تهيم فى ظلامها وتتخبط بلا هدف وهى تتحسس جدرانًا من الوهم ، وتحسب أنها ستجد ضالتها فى الاحتماء بها ؛ وعندما أوشكت على الاستسلام ؛ إذا بى أجد يدًا ممتدة تمسك بيدىَّ وتقول اعبرى ، ولاتخشى شيئًا . تمتد تلك اليد الحانية لتنقذنى ، وتمسك بالأخرى مصباحًا يضيئُ لى ظلام نفسى . كلمات مجرد كلمات قد تصنع منا قصة نجاح ٍ نسطرها بحروف نورانية أو تسحق كل جميل فينا . كلمات خلقت لتزرع صحراء الألم بأزاهير الأمل كلمات تجعلنا نعلو ونرقى أصحاب تلك الكلمات الرائعة هم رائعون اغتسلوا فى طهرِ وتعطروا بكل عطورالدنيا منحونا الخير بكلمات . صدقونا الوعد بكلمات . أثنوا علينا وعلى مافينا من جمالٍ وتميز بكلمات . صنعوا ضحكتنا فألقت علينا بظلال الفرح بكلمات . امتزجوا فينا ، فتوحدوا معنا بكلمات . تعالوا نغزل ثياب الفرح بكلماتنا ، ونهديها لبعضنا البعض . تعالوا نرفع أناسًا يستحقون كل الخير بكلماتنا . تعالوا نحلم بكئوسٍ مزجنا مياهها بعطرٍ لنهديها للعطشى فى زمن ٍ جفت فيه المشاعر ، وقست فيه القلوب . سنحيل جحيمنا نعيمًا بكلمات . ستتحول بيوتنا لقصورٍ تتسع الجميع بكلمات . لاتستهينوا بها فثوب الفرح ماصار ثوبًا إلا من تلك الخيوط العديدة وعبارات الفرح لم تكن لتوجد ، وتسعدنا إلا من تلك الحروف وتلك الكلمات . وسأبقى هكذا إن شئت أم أبيت أن رضيت نفسى أو تمردت سأبقى للأمل باعثةٍ رغم غموض المشهد رغم قتامة اللون سأنثر النور فى خلفية لوحاتى ، وأمسك بفرشاةٍ صنعت من شعاعات الشمس لتدخل على قلبٍ عرفته ، وسكنته يومًا كل الفرح والسرور . دعونا نغزل من أبجديتنا رداء يحمينا من بردٍ ، أو حرٍ . يحمينا من خريفٍ يسقط علينا تجاربنا السابقة ؛ ليخبرنا أن الربيع لن يأتى ثانيةً . اصنعوه من الآن ، فالربيع قادم أستنشق عبيره ، وأرى ألوان زهوره الفاتنة وأستمع إلى ضحكات الجميع حين صاروا كالأطفال يتراقصون ، ويلعبون فى حديقةٍ . سنعود كما كنا نختزل مشاهد الألم التى مررنا بها . نمحوها ونبدلها ، ونحيا فى جنةٍ من وحى كلماتنا التى قد تعيد إلى قلوبنا الحياة حين تشتد أزماتنا ، وتغرب شمس الأمل عن سمائنا . حين نتخبط فى غيومٍ ملأت سماء نفوسنا . الحياة ماعادات تتحمل اكثر من أن نجعلها خزينة لانكسارتنا ، وأوجاعنا . كفانا هدمًا وتحطيمًا . كفانا ظلمًا لأنفسنا ولغيرنا . مدوا أيديكم واختاروا كلماتكم . كونوا عونًا لبعضكم البعض . انتظرونى لاتنسوا أن تجعلونى رفيقة لكم فى رحلتكم .
Related posts
-
في سابقة هي الأولي بين المناطق تدشين تطبيق إلكتروني لمتابعة امتحانات النقل لأكثر من 1200لجنة بالشرقية الأزهرية
قال الدكتور السيد الجنيدي، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة الشرقية الأزهرية أن منطقة الشرقية الأزهرية أنهت استعداداتها... -
علي باشا مبارك
علي باشا مبارك ١٨٢٢ _ ١٨٩٣م اقترن اسمه في تاريخ مصر الحديث بالجانب العملي للنهضة والعمران... -
مطار حمد الدولي يحصد لقب “أفضل مطار في العالم” ضمن جوائز سكاي تراكس العالمية للمطارات 2024
كتب : ماهر بدر بوابة قطر إلى العالم يفوز بجائزة “أفضل مطار للتسوق في العالم” للمرة...