كتب .طارق صالح .
بحث جديد من نوعه ومتفرد قدمته لنا
الباحثه .ساميه محمود عبدالمنعم
تناولت فيه المتغيرات الاجتماعيه والنفسيه المرتبطه بعمليات التجميل عند المرأة
بإشراف لجنه من كبار الأساتذة
المتخصصين في هذا المجال
برئاسة أ .د . مصطفي ابراهيم عوض .استاذ علم الاجتماع المتفرغ بقسم العلوم الانسانيه /معهد الدراسات والعلوم البيئية بجامعه عين شمس
أ . د .ايمن ابوالمكارم شاكر
استاذ جراحه التجميل – كليه الطب . عين شمس .مشرف ومناقش
أ .د . احمد محمد عليق
استاذ خدمه المجتمع وعميد المعهد العالي للخدمه الاجتماعيه
أ -د وائل محمد عياد
استاذ ورئيس قسم جراحه التجميل جامعه الازهر مناقشا
د . الشيماء بدر عامر
مدرس بقسم العلوم الانسانيه البيئية – معهد الدراسات والبحوث .جامعه عين شمس مشرفا
اشادو جميعاً علي البحث المقدم من الباحثه ساميه محمود عبدالمنعم
وجهدها المبذول في هذا البحث
ان شيوع عمليات التجميل في ازدياد بمعدلات مفزعة عالميا سواء في الدول المتحضرة او النامية ؛لذا تعتبر عمليات التجميل من الموضوعات الصحية النفسية والاجتماعية البالغة الخطورة والأهمية في حياة الفرد والمجتمع، ومما يزيد من خطورتها هو استهدافها لصورة الجسم التي تؤثر علي نمو الشخصية وتطورها،فما يكونة الفرد من اتجاهات نحو جسمه قد يكون سلبيا أو ايجابيا ،وقد تكون هذه الاتجاهات ميسرة أو معوقة لتفاعلات الانسان مع ذاته ومع الاخرين ،كما تتضمن صورة الجسم أدراكا لشكل الجسم وحجمه ولذا في كثيرا من الأحيان يكون المفهوم السالب للذات راجعا الي تشوة صورة الجسم، وهذا ما نجده واضحا لدي الافراد المصابين بالسمنه وعلي العكس من ذلك يصاحب المفهوم الايجابي لصورة الجسم شعور بالرضا نحو الذات فضلا عن التقدير المرتفع لها (ابراهيم ومايسة النيال، ١٩٩٤)
تشكل عمليات التجميل خطورة كبيرة علي الجسم تتمثل في حدوث تشوهات بالإضافة إلي تعقيدات نفسية خطيرة ناتجه عن الخلل الذي تحدث علي مستوي التصور الجسدي الأمر الذي يؤثر حتما وبصفة مباشرة علي الجانب النفسي حيث أن كل فرد يحمل صورة عقلية مثالية لذاتة الجسمية ويستعمل هذا الصورة لقياس المفاهيم المتعلقة بصورة الجسم وتتأثر النفس الأجتماعية بعدة عوامل كالقلق، الأكتئاب، الخجل.
الا ان الجسم معرض لعدة اضطرابات كالحوادث والأمراض التي من شأنها تشوه صورتة الجمالية وتفقدة جاذبيتة كالاصابة بمرض العصر “السمنة” ( , 2005Puzziferr,N)
ولقد انتشرت عمليات التجميل بين الجنسين فى الآونة الأخيرة بصورة كثيفة فى العالم العربى بصفة عامة وفي مصر بصفة خاصة حيث شهدت عيادات ومراكز التجميل إقبالاً متزايداً من النساء والرجال ومن مختلف الفئات العمرية لإجراء جراحات التجميل.
ويرجع انتشار عمليات التجميل إلى زيادة الوعي والثقافة الخاصة بهذه العمليات والتركيز الإعلامى المتنامى بموضوعات التجميل كما أن وسائل الإعلام المختلفة المسموعة والمرئية والمقروءة والإنترنت وخاصة القنوات الفضائية التى خصصت برامج خاصة بموضوعات الجمال وجراحة التجميل ساهمت بشكل مباشر فى زيادة الإقبال على إجراء مثل هذه العمليات.
كما أن العصر الذي نعيشه يوصف بأنه “عصر الصورة” حيث أصبحت الصورة تلعب دور البطولة المطلقة خاصة الشباب أو من يتشبثون بشبابهم مشغولين بصورة الوجه وشكل الجسم ومن لا يعجبه وجهه أو جزء منه يحلم بتغيره أو يذهب فعلاً لأخصائى التجميل مما إدى لنمو شعبية الجراحة التجميلية فى السنوات الأخيرة تلك الشعبية التى فاقت جميع التوقعات حيث شملت كافة الشرائح الاجتماعية. وإن كان بنسب متفاوتة – تجعل الأهمية بمكان تسليط الضوء على العمليات الجراحية التجميلية والأبعاد النفسية والاجتماعية التى تكتنفها وعلى أهمية غربلة المرضى وتثقيفهم قبل أن يضعوا أنفسهم تحت المشرط الذي يبدو أنه بات الصولجان السحري للحياة المعاصرة والمجتمع الاستهلاكي الذي نعيش فيه.
وعلى الرغم من أن فن التجميل بدأ منذ عصر الفراعنه بزراعة الجلد، وظهر اهتمام الهنود بزراعة الجلد، أو نقل قطع منه من مكان إلى أخر في الجسم. كما ان هناك شواهد على معرفة العرب لهذا النوع من الجراحه واليوم صارت نازلة التجميل من المسائل الشائعه في الحياة اليومية المعاصره (محمد مختار السلامي 2014،ص 3 ؛ محمد الحسيني، 2008 ،ص١٤)
وتحرص المرأة علي ان تتمتع بصوره جسمية جذابة ومقبولة وذلك وفقا للصوره التي تحددها الثقافة فالمرأة تبحث عن نوع الجسم أو الشكل الذي يعد جذابا في وقت معين من الزمن وفي أطارثقافة معينة فلقد كانت الصوره المثلي للمرأة الجميلة في الماضي هي التي تميل إلي أمتلاء الجسم وفي الوقت الحاضر الصوره المثالية هي النحافة ( العيسوي74:2004)
ويري سيمون دي بوفوار أن فقدان الثقة في الجسم يؤدي إلي فقدان الثقة في النفس حيث يولد عدم الرضا عن الوزن وصورة الجسم أثرآ كبيرآ علي حياة النساء وتفاعلاتهن في المجتمع ،حيث تتضمن صوره الجسم الاهتمامات المنغرسة في خبرات النساء بوزن وشكل أجسامهن ،ويشمل هذا ادراكاتهن لتأثير الرسائل المجتمعية بخصوص النحافة في حياتهن ،فالنساء تتلقين رسائل لا تنتهي عن صورة اجسامهن من مصادر قريبة مثل الوالدين ،والأصدقاء والإخوة وزملاء العمل، أو مصادر أكثر شمولآ كالإعلانات في المجلات والتلفزيون، وصناعة الأزياء الذي غيرت كثيرآ في مفهوم المرأة لصوره جسمها حيث أصبحت النساء تسعي للوصول للنحافة كمثال لجمال الجسم.
ففي دراسة لثيمبسون (Thompson,J.1995) وجد أن المضايقات التي تتعرض لها الفتاه من الأسرة والأقران بسبب وزنها تسهم في وجود رؤية سلبية لديها عن جسمها.
وانطلاقاً مما سبق إهتمت الدراسة الراهنة بتناول عدة متغيرات وهي المتغيرات الاجتماعية والنفسية وعلاقتها بعمليات التجميل عند المرأة
أولا: مشكلة الدراسة
ان الادراك الخاطئ للصوره التي تبدو عليها اجسادنا قد تظهر اثار ضارة،لا سيما عدم الرضا عن صورة الجسم، قد يؤدي هذا إلى ظهور اعراض قلق واكتئاب وخجل لدى الاشخاص ذوى التشوه في صورة الجسم (شقير، 2002)، وقد يحمل الفرد المشاعر السالبه التي تعيق وصوله للتوافق النفسي السوي، ما يؤدي إلى الكثير من الامراض النفسيه؛ كاضطراب الوسواس القهري ،اضطراب تشوه الجسد، واضطرابات القلق بوجه عام، والقلق الاجتماعي بوجه خاص؛ لان الافراد يبنون صوره اجسادهم وذاواتهم من خلال تفاعلهم في البيئه التي يعيشون فيها ،اذا انها المرآه العاكسه التي يخزنون من خلالها مدركاتهم وتصورتهم عن صوره اجسامهم ومفهومهم لذواتهم .فهناك اعتقاد سائد بين الناس بأهميه عمليات التجميل التي قد تزيد من تقبل الفرد لصورة جسده فتزيد من امكانيته لتقبله ذاتة، وتزيد من تقبل المجتمع له. فتنامي اهتمام الاشخاص باللجوء إلى اجراء عمليات التجميل سعيا وراء الحصول على الشكل المقبول والمطلوب، وفي أرجاء منطقة الشرق الأوسط، زادت عمليات شفط الدهون والحقن والتخلص من الترهلات حيث يحاول المرضى الاستفادة من طرق العلاج الأكثر أمانا من خلال التقدم التكنولوجي المتنامي.
وتحتل مصر ترتيبا عالميا متقدما في عمليات التجميل واستندت الصحيفة على إحصائيات نشرتها “الجمعية العالمية لجراحي العمليات التجميلية”، كشفت أن مصر بين أعلى 24 دولة في العالم إجراء للعمليات التجميلية عام 2016. (صحيفة التايمز البريطانية، 2017)
الإطلالة الجميلة مطلب لكل انثى لدرجة عدم الاقتناع – احياناً – بالجمال الموجود أصلاً وعليه فأن ثقافة التجميل أصبحت أكثر انتشاراً كونها أبرز الإختبارات التى تلجأ إليها المرأة لتحسين مظهرها وابراز جمالها وبطبيعة الحال فأن التجميل يأخذ صوراً مختلفة يمكن حصرها فى محورين أساسيين هما:
العمليات التجميلية التى تهدف لابراز جمال الشكل الموجود أصلاً دون تدخل جراحى كاستخدام المساحيق أو غيرها… الخ)،
العمليات التجميلية الترميمية التى تهدف إلى إعادة أو ترميم الخلل فى الجسم أو جزء منه من خلال التدخل الجراحى كعمليات شد البطن أو تصغير الانف أو تكبير الثديين… الخ.