مصطفي الامير..
الامين العام لجمعية رجال الاعمال المصريين الافارقة
اقتصادات الدول تقوم علي استغلال الاوضاع السياسية والاقتصادية في العالم لصناعة طفرات اقتصادية سريعة تكون بمثابة ( الوثبة الكبيرة ) ولا يمكن تنفيذ مثل هذه الوثبة الا بالجاهزية الكمية والكيفية واخر مثال علي ذلك هو استغلال مصر لجائحة كورونا للقيام بزيادة الصادرات الزراعية وذلك بفضل التوسع في الاراضي الزراعية منذ اربع سنوات وتحسين جودة المنتجات الزراعية واصبحت المنتجات علي أتم الاستعداد لأي فرصة مواتية وعندما سنحت الفرصة تم استغلالها علي أكمل وجه
ومن المعروف ان السوق الخليجي من الاسواق الكبيرة وذات الربح الجيد ولذلك تجد الدول الكبري تتنافس علي دخول السوق الخليجي بجميع المنتجات ذات المواصفات الجيدة وباسعار تنافسية ولذلك استحوذت تركيا علي صادرات بقيمة ٣.2 مليار دولار للسوق السعودي سنويا وفي نفس الوقت تجد ان حجم الصادرات المصرية ١.4 مليار دولار للسوق السعودي في عام ٢٠١٨ وبذلك نجد ان الفارق 1.8 مليار دولار علي الرغم ان العلاقات بين مصر والسعودية ممتازة علي المستوين الشعبي والحكومي وعلي النقيض فان العلاقات السعودية التركية في اسوء حالاتها وتطور الامر الى ان ظهرت مؤخرا دعوات شعبية سعودية لمقاطعة المنتجات التركية و تساءل بعض المواطنيين السعوديين عن البديل لهذه المنتجات بشرط ان يكون بنفس الجودة ونفس السعر وللاسف لم يجد جوابا مقنعا وما يهمنا هنا هو لماذا لم تكن المنتجات المصرية هي البديل ؟ لماذا لم نكون مستعدين بالمنتجات الصناعية المصرية بالمواصفات الخليجية وباسعار تنافسية ؟ ماذا ينقصنا للمنافسة والاستحواذ على الاسواق ؟
ان الصناعة المصرية تحتاج ان تواكب التطورات العالمية في تحديث خطوط الانتاج لرفع جودة المنتج وتقليل تكاليف الانتاج وايضا تحتاج الي التسويق الممنهج خارج مصر وايضا تحتاج الي مراجعة المواصفات الخاصة لكل سوق خارجي حتي يتم دخول السوق والمنافسة فيه بقوة وتحتاج الى المزيد من الاستثمار الصناعى في المنتجات الالكترونية وتحديث منظومة الجودة وخلق كيانات صناعية متكاملة معتمدة على البحث العلمى في التطوير وخفض التكاليف
نتمني ان نكون جاهزين للفرص القادمة حتي نحقق الوثبات الحقيقية للاقتصاد المصري