بقلم-منصور حامد .
عند التعمق في الفصل التاني من رواية لعنة وشم والتي تتحدث عن سيمون الذي كان يطيل الجلوس بعد عودته من المدرسة بمنزل والده الروحي، هاشم العفري ،والذي كان يدون كل ما يرويه عن أحداث وأشخاص ومواقف حدثت في الماضي والتي كان يتذكرها هاشم سريعا دون عناء بكل تفاصيلها فهي محفورة في ذاكرته فقد كان هاشم والذي ولد في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي ذاكرته مكتزه بالأموات أكثر من الأ حياءيعيش في الماضي متناسيا حاضره ومستقبله.
أيضا تشكل وعيه النضالي مبكرا وعاش مرارة الاحتلال بكل تفاصيلها وويلاتها وألامها .بالفعل لا يمكن أن يهرب الأنسان من قدره وقدره كان الحرب.
في هذا الفصل والذي كان عنوانه
لا تخرج الأموات من قبورهم ولا طائل من تشريح جثة الزمان
بالفعل الذاكرة لا تموت ..
وقد جاءت الحكمة من قراءة هذا الفصل في هذه الكلمات ،الماضي عند العقلاء يطوي ولكن لا يزوي فالماضي لابد أن ينسي حتي لا نجدد الحزن والألم يتذكره ونضيع الحاضر والمستقبل .
كم هو جميل أن يستمع الجيل الحالي للأجيال السابقة بانصات وحب ورغبة في معرفة التاريخ ومعاناة الأجيال السابقة.
هذا الفصل من رواية لعنة وشم والذي يحكي عن سيمون ومدي حبه لهاشم واستماعه بانصات لحكايات الماضي وتفاصيل الحرب ومحاولة معرفة كل تفصيلة دون ملل بل وتدوينها .
كم.هو جميل أن يحكي الأب لأبنائه والمعلم لتلاميذه تاريخهم وماضيهم ومعاناه أباءبهم وكم هو أجمل أن ينصت الأبناء ويهتموا بل ويدونوا ويكونوا شغوفين بمعرفة التاريخ والابحار في الماضي ولكن دون أن ينسيهم ذلك حاضرهم ومستقبلهم