“خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة”

بقلم/ هنا محمود

إن الزواج نعمة عظيمة وآية من آيات الله الكريمة قال تعالى:” جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة”صدق الله العظيم
و المرأة بطبيعتها هى الأنوثة و الرقة والطيبة والحنان والرومانسية هى الأم والأخت والصديقة والحبيبة والزوجة والإبنة وتسمو مكانتها وتعلو كلما حسنت أخلاقها فتصبح امرأة صالحة وزوجة صالحة وهى خير متاع الدنيا كما قال الحبيب سيدنا محمد صلوات ربى وسلامه عليه فقال:( الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة) وبالتالى ستصبح أما صالحة فهكذا تربينا ونشأنا
وقال تعالى:” وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله”
والأيم التى لا زوج لها

** من هى الزوجة الصالحة؟؟؟
هل الزوجة الصالحة بالضرورة هى المتدينة؟ كلا ولنعرف أولا أن هناك فرق كبير بين المرأة المتدينة، وبين ذات التدين الظاهرى ،والمتشددة
فالمتشددة وذات التدين الظاهرى كلاهما مخطئة فى فهمها لدينها فقد تطبق الدين ظاهريا فقط فى ملبسها وفى عبادتها وبها عيوب كبيرة تتجاهلها ولا تصلحها مثل: العند والكبر والغلظة وقسوة القلب،بذيئة اللسان، حادة الطبع وغير ذلك من الصفات الخبيثة، والعكس صحيح، فالصالحة صالحة طيبة بطبيعتها بغض النظر عن تدينها ولكن يكمل صلاحها بالتدين طبعا فلا تدين بدون حسن خلق
و كما قيل لأعرابي : صف لنا شر النساء ؟ فقال : (شرهن الممراض ، لسانها كأنه حربة ، تبكي من غير سبب ، وتضحك من غير عجب ، كلامها وعيد، وصوتها شديد، تدفن الحسنات ،وتفشي السيئات، تعين الزمان على زوجها ،ولا تعين زوجها على الزمان ، إن دخل خرجت، وإن خرج دخلت، وإن ضحك بكت ، وإن بكى ضحكت، تبكي وهي ظالمة، وتشهد وهي غائبة، قد دلى لسانها بالزور ، وسال دمعها بالفجور ، ابتلاها الله بالويل والثبور وعظائم الأمور ، هذه هي شر النساء) نعوذ بالله ونسأله العفو والعافية
فالمتدينة فى الأصل صالحة طيبة ذات حسن خلق وتأخذ من دينها مااستطاعت وتطبقه
و الزوجة الصالحة هى الإنسانة الطيبة بطبيعتها الحنونة المطيعة، حسنة الخلق، حلوة الطبع حلوة اللسان، الصادقة، المخلصة،البشوشة، النظيفة ظاهرا وباطنا المتواضعة الهينة اللينة هى التى نصح نبينا الرجال بالزواج منها قائلا:
(الزوجة الصالحة هى التى إذا نظر إليها سرته،وإذا أمرها أطاعته،وإذا أقسم عليها أبرته، وإذا غاب عنها حفظته فى نفسها وماله)

وقد سئل أعرابي عن أحسن النساء ؟ فقال : (أفضل النساء : أصدقهن إذا قالت ، التي إذا غضبت حلمت ، وإذا ضحكت تبسمت ، وإذا صنعت شيئا أجادته ، التي تلتزم بيتها، ولا تعصي زوجها ، العزيزة في قومها ، الذليلة في نفسها ، الودود الولود وكل أمرها محمود)

** الأسس والمعايير التى يتم إختيار الزوجة الصالحة على أساسها:
* أساس الأخلاق :
قال تعالى:” الطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات”
فالأخلاق هى الأصل وأساسها الطيبة قبل التدين، ونرى الآن الكثير من الزوجات الطالحات الخبيثات وذوات التدين المغشوش اللاتى يتسببن فى الكثير من المشاكل والمشاحنات مع أزواجهن وتصل للإعتداءات و أيضا بين العائلتين لأنه لا يوجد طيبة ولا أصالة ولا حسن خلق ،وأصبح المعظم ” لبئس المولى ولبئس العشير” إلا من رحم الله، وهذا بغض النظر عن المستوى الإجتماعى فقد يحدث ذلك فى الطبقات الراقية والعادية أيضا،والتميز يصبح دائما لأولاد الأصول الطيبين فقط حتى لو فقراء وبسطاء
أما الإنسانة الصالحة فهى الطيبة صاحبة الروح الحلوة والطباع الحلوة فالطيبة هى الأصل والأساس الذى يبنى عليه جميع الصفات الطيبة والأخلاق الحسنة مصداقا لقوله تعالى:” هل يستوى الطيب والخبيث ولو أعجبكم كثرة الخبيث ”
*ونصيحتى للرجال :
لا تتزوجوا إلا الطيبة بنت الأصول من البيت الأصيل حتى لو فقراء وبسطاء، البيت الذى يكون فيه القوامة للرجل والكلمة للرجل وهو القائد وليس العكس، يوم أن تخطئ زوجتك فى حقك أو حتى أنت الذى أخطأت فى حقها وأغضبتها لن تسبك ولن ترفع صوتها ولا يدها عليك ولن تفشى سرك ولا حتى لأهلها ويوم أن تشكوها لأهلها فسينصفونك أنت ويعاملونك بإحترام حتى برغم إهانتك لإبنتهم و لن يسلطوا ألسنتهم وأسلحتهم عليك وسيرضونك ويجعلون إبنتهم تعتذر لك وتصالحك هكذا يفعل أولاد الأصول
فالطيبة بنت الأصول هى التى ستحترمك وأهلك وتعاملهم أحسن معاملة حتى لو أساؤوا إليها، ولا تذهب لبيت أهلها دون علمك حتى لو غاضبة، الصالحة لا تعاملك بندية، ولا تناطحك ولا يعلو صوتها عليك ولا تعايرك بأى خطأ أيا كان فتكون سترا وغطاءا لك وعليك ولا ترهقك بطلباتها، ولا تنظر لما فى يد غيرها،ولا تمد يدها لمال زوجها بدون إذنه وتكون قنوعة وأمينة

* على أساس الدين :
فقد نصحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا: (يا معشر الشباب من إستطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج) وأيضا فى حديثه الشريف عن أبى هريرة رضى الله عنه فقال: (تنكح المرأة لأربع لجمالها ومالها وحسبها ودينها ,فاظفر بذات الدين تربت يداك) رواه البخارى, ولن تكون امرأة ذات دين حتى تكون طيبة صالحة ذات خلق وطبعا حسنا
ولا يغرنك الجميلة فى المنبت السوء فإحذر أن يكون معيار إختيارك على أساس الجمال فقط لأنه زائل عاجلا أو آجلا لأنه نصحكم محذرا فقال :(إياكم وخضراء الدمن ,قالوا:وما خضراء الدمن يارسول الله؟ قال: (المرأة الحسناء فى المنبت السوء)
*أساس العلاقة الزوجية الإحترام والود والتفاهم:

قال الله تعالى: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لهن” ،فعلى الزوجين أن يعلما أنهما روحين فى جسد واحد ولباس واحد وأن تقوم علاقتهما على الألفة والمحبة و الإحترام والتفاهم
ولتعلم الزوجة أن حق زوجها عليها عظيم كما علمنا حبيبنا سيدنا محمد ص ( لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها وذلك لعظم حقه عليها ) ففيه الخلاصة للإحساس بعظمة الزوج ومكانته، فلا يجوز للزوجة بأى حال من الأحوال أن تسئ الأدب مع زوجها ويعلو صوتها عليه وتصرخ بوجهه أو تسبه أو تضربه حتى لو فعل بها ذلك، فالصالحة تراعى مشاعر زوجها فى جميع الأوقات والظروف وفى حالة خاصمها زوجها لن تستطيع النوم وهو غاضب منها سواء هى المخطئة أو هو لكن ستتودد إليه وتصالحه ووالله لن ينقص من قدرها ولا كرامتها كما يدعين بل العكس ستكسبين رضا زوجك وبالتالى رضا ربك، كما علمنا النبى صلى الله عليه وسلم( الزوجة العؤود على زوجها، التي إذا آذت أو أوذيت، جاءت حتى تأخذ بيد زوجها، ثم تقول والله لا أذوق غمضا حتى ترضى) فهذه الصالحة المتواضعة،
والزوجة الصالحة هى التى ترضى زوجها فى العلاقة الحميمية ولا تمنع نفسها عنه بأى حجة لتكدره وتستهين بذلك،وقال تعالى:” نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم” أى وقتما يشاء الزوج وكيفما يشاء وليس بمزاج الزوجة كما تعتقد فتكاد تمنعه حقه
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ص قال: (والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها) فاحذرى غضب الله عليكى إذا أغضبتى زوجك

*الزواج على أساس الحب:
كثير من الناس وخاصة الوالدين ينكرون على أبنائهم وبناتهم الحب ويستخفون به وهذا خطأ وظلم كبير لأنه ليس حرام بل هو أمر محبب شرعا وها هى بعض الأدلة الشرعية على مشروعية الحب وأهميته:
قال تعالى: ” وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون”، قال جمع من المفسرين:( أن المودة هى المحبة)، وقال بن كثير:( وجعل بينهم وبينهن مودة، وهى المحبة)
وقد اإتفق رأى العقلاء والأطباء وغيرهم فى مواضع الأدوية أن شفاء المحبين والعاشقين هو( إلتقاء الروحين وإلتصاق البدنين ) وهذا يتضح فعلا فى هذا الحديث الشريف
عن بن عباس رضى الله عنهما:(أن رجلا قال: يا رسول الله عندنا يتيمة قد خطبها رجلان ،موسر ومعسر،وهى تهوى المعسر،ونحن نهوى الموسر، فقال صلى الله عليه وسلم: “لم يرى للمتحابين مثل النكاح”)
فهذا نبينا عليه الصلاة والسلام يشهد بأن الحب أمر عظيم أعظم من المال وسببا كافيا للزواج بغض النظر عن حسابات الناس بهذا العصر من مال ومنصب وجاه وبنت فلان وفلانة ذوى المال والجاه من يملكون الأراضى والبيوت والمحلات كل ذلك شكليات فارغة ونفوس طامعة سواء من الرجل أو المرأة وأهلهما ووالله لا تجلب السعادة بل تجلب الطمع والمشاكل
فالحب نعمة تستحق التقدير وعدم التضحية بها لأن من يحب رجل أو امرأة يصعب عليه أن يعيش مع آخر غير محبوبه كلما كان قوى الإحساس والأصل والإخلاص
*وهناك نقطة خطيرة وحساسة أريد أن أوضحها هى أن هناك نوعية من البشر شديدى الغلمة(الشهوة) فلن يتحملهم أى أحد سواء رجل أو امرأة وقد يؤدى للأسف إلى الخيانة أوالطلاق ،والحب يعالج ذلك على الأقل سيجعل الطرفين يتحملان بعضهما البعض فى كل شئ نفسيا وجسديا وماديا
قال الخرائطى: ( كان عبدالله بن ربيعة من خيار قريش صلاحا وعفة،وكان ذكره لا يرقد فلم يكن يشهد لقريش خيرا ولا شرا،وكان يتزوج المرأة فلا تمكث معه إلا أياما حتى تهرب إلى أهلها،فقالت زينب بنت عمرابن أبى سلمة: مالهن يهربن من ابن عمهن؟قيل لها: إنهن لا يطقنة،قالت: فما يمنعه منى؟فأنا والله العظيمة الخلق، الكبيرة العجز،الفخمة الفرج،قال: فتزوجها فصبرت عليه،وولدت له ستة من الولد) ،فالحب نعمة عظيمة ليس يدركها إلا الطيبين ذوى القلوب الرحيمة والإحساس العالى

**نصيحتى للوالدين لا للمغالاة فى المهور:
إلى كل والدين كرام أكرمكما الله بالصحة والعافية إعلما أن خير نصيحة لكما من نبينا الكريم سيدنا محمد ص،( أعظم الزواج بركة أقله مؤونة) أى ليست السعادة والبركة فى الزواج بالمال والتجهيز بالنفقات الغالية والكثيرة
فاعلما أن الرجولة كنز عظيم فأن تشترى لإبنتك رجلا ذوخلق ودين وطيب وحنون حتى ولو كان فقيرا معدما خير لك من ذكر غنى مخادع عديم الأخلاق، ولو إشتراها بوزنها ذهب وألماس
كما نصحكما نبينا محمد عليه الصلاة والسلام قائلا:( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير) ،وهذا أعظم أسباب الفتن والفساد و العنوسة وزيادتها فى عصرنا هذا
فحرام عليكم أن تضيعوا على إبنتكم فرصة الزواج من رجل طيب لمجرد أنه فقير ولن يستطيع الوفاء بمتطلباتكم،خاصة إذا كانت تحبه أيضا،فاتقوا الله ولا تحملوا أولاد الناس الرجال فوق طاقاتهم خاصة فى الأوقات الصعبة هذه،ونحن فى عصر عز فيه الرجال الصادقون، وكثر فيه الذكور المخادعون
والرجل لو لم يكن يملك مسكن وأنت تملك أو منزلك يتسع ما المانع أن تزوج إبنتك أو إبنك معك فى منزلك ؟ لا حرج فى ذلك
وأقول لكل أم قبل ان تتشددى فى طلباتك :هل ربيتى إبنتك أولاعلى حسن الخلق والطيبة وأن تكون إنسانة صالحة وزوجة صالحة وأدبتيها كيف تعامل زوجها وأهله؟و ما هو حق الزوج وقدره ومكانته؟؟!!!
فاحرصى أيتها الأم على تعليم إبنتك حسن الخلق أولا وكيف تكون زوجة صالحة قبل أى شئ فهذا هو الأساس قبل أن تجهزيها بأغلى الثياب والمفروشات، وكلها شكليات ليس لها قيمة،فكم من زيجات صرف عليها مئات الآلاف بل الملايين وفشلت بسبب سوء خلق أحدهما أوكلاهما أو لأى سببب

*ومن ناحية التكافؤ :
أرى أنه لا يشترط أن يكون هناك تكافؤ بين الزوجين فى كل النواحى أو فى المستوى المادى أو التعليمى أو الإجتماعى، أو حتى فى العمر ،ولكن الأهم هو التوافق الروحى و الإيجاب والقبول وهو أحد شروط الزواج، والمودة والحب بينهما والتفاهم سيجعلهما يعيشان حياة زوجية سعيدة، ولنا فى رسول الله قدوة حسنة،فأمنا خديجة رضى الله عنها وأرضاها تكبره ب١٥ سنة،وكانت موسرة ولها من المكانة ما لم تحظى بها غيرها

** دور الوالدين فى تربية إبنتهما: الأب والأم لهما دور عظيم خاصة الأم فى تربية إبنتها وتعليمها فاعلمى أيتها الأم أنك النموذج لإبنتك لأنها ستعامل زوجها مثلما تعاملين زوجك وستريد زوجا مثل أبيها وستقلدك مع زوجها فاحذرى وانظرى كيف تعاملين زوجك وتحترميه أمام أبنائك ،ولا تراجعى زوجك فى كلامه وقراراته أمام أبنائكما أو تتشاجرا فهذا خطأ جسيم
**هديتى لكل مسلمة نموذج لأم عاقلة حكيمة تعلم إبنتها كيف تكون زوجة صالحة وهو من أعظم النصائح التى علمنيها والداي وحفظتها بقلبى وعقلى منذ طفولتى بفضل الله أولا وأخيرا ثم بفضلهما

هذه زوجة صالحة وبالتالى أما صالحة إنها أمامة بنت الحارث زوجة عوف الشيبانى أوصت إبنتها أم إياس فى ليلة زفافها إلى عمرو بن حجر أمير كنده فعلمتها ما معنى الحياة الزوجية وحق الزوج وقدسيته ولخصته فى تلك النصائح الثمينة فقالت لها: (أي بنية: إن الوصية لو تركت لفضل أدب تركت لذلك منك، ولكنها تذكرة للغافل ومعونة للعاقل، ولو أن أمرأة إستغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها كنت أغنى الناس عنه،ولكن النساء للرجال خلقن،ولهن خلق الرجال
أي بنية :إنك فارقت الجو الذي منه خرجت، وخلفت العش الذي فيه درجت، إلى وكرٍ لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فكونى له أمة يصبح لك عبدا , واحفظي له خصالاً عشراً يكن لك ذخرا:
أما الأولى والثانية:فالخشوع له بالقناعة،وحسن السمع له والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة: فالتفقد لموقع عينية وأنفه،فلا تقع عينه منك علي قبيح،ولا يشم منك إلا أطيب ريح.
وأما الخامسة والسادسة:فالتفقد لوقت منامه وطعامه،فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة: فالإحتراس بماله، والإرعاء على حشمه وعياله،وملاك الأمر في المال حسن التقدير،وفي العيال حسن التدبير
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصين له أمراً،ولا تفشين له سراً فإنك إن خالفت أمره، أوغرت صدره، وإن أفشيت سره، لم تأمني غدره , ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مهتماً، والكآبة بين يديه إن كان فرحاً)

Related posts

Leave a Comment