( لماذا نكتب؟ ) بقلم / أماني درويش
نكتبُ ..
لأننا ممتلئون بأشياءٍ لا نعرفها
تؤذن داخلنا كمواقيت الرحمة
بسيطة كقطعة سكر تعانق فنجان حزين
غائرة كغناء النايات في مسامع البائسين
طيبة كقلب العشاق حين عناد !
لذيذة .. كـالحب حين مُباغتَة .
……………………………
نكتب ..
لأن الكتابةَ سحرٌ أسود ، يرتكبه شيطان أبيض ، ترصف تعاويذه دجاجلة الكلمات ، مخاض من نوعية الحالات الحرجة ، ارتباك يتطلب معه الابتهال للمعنى والتضرع للفكرة ولا بأس من تلاوة بعض آيات الدهشة على كأس من الحروف وشربه دفعة واحدة ، ليمر الأمر … بسلام
………………………
ونكتب ..
لأن الوطن ينزف ، فنحمل في صدور اقلامنا وجعه وننوح ، لأن انعكافه يؤلمنا ، وانحناءه يقسم ظهورنا ، وظهورنا عاريةً استعداداً للجلد ، وإن لفظنا رحمه كارهاً ، عشقناه رغم …. أنفه
……………………………………
ونكتب ..
نيابةً عن قلبِ رجلٍ استيقظ ليلة ذات شوق
أفزعه حُلم بوجه الفراق وقدميْ الحنين
ظلت عيناه شاخصة في سقف الغرفة
يريد أن ينفث تعاويذ الكبرياء في وجه الغياب
ولا ….. يستطيع!
………………………….
ونكتبُ ..
عن امرأةٍ ما .. في مكانٍ ما .. تبتسم فتُحدث جلبة
تحزن فتلمع في عينيها نَجمتين ، تعشق فتنام على جديلتها العصافير ، تخجل أن تتعوذ من فقد رجلٍ سكنها ورحل ، فنخبره عنها ..
هي تحبك يا غبيّ !
………………. …………..
ثم إننا نكتب ..
لتبقى كلماتنا كالمزارات القديمة
يُمرها الزائرون مدهوشون !
بكيف لنقوش ٍ أن تلامس ندوبهم ؟!
يدمعون .. يبتسمون
يلتقطون لأوجاعهم صوراً تذكاريةً
ثم أنهم ككل الأشياء التي لا تبقى .. .. يرحلون .