بقلم/الحسينى أحمد المقاول/و/هويدا خلف
عليك أن تطلب مغفرة الشخص الذى أخطأت بحقه ولاتخجل من ذلك ……….. فلقد تجاوزت بالشتيمة التى ليست علاجا لحل المشكلة ، فالشتيمة يا سيدى لن تساعد على مواجهة المشكلة لأن ستظل المشكلة قائمة وستحدث مشكلة أكبر و أكبر .. وقد تسببت فى جرح مشاعر إنسان ، فمن الممكن أن ينسى الشتام إساءته للآخر ، ولكن الذى يشتم لن ينسى ابدا ، الشتيمة تعتبر قتلا للآخر من الناحية المعنوية فالقتل ليس بالسلاح المادى فقط ، بل بسلاح آخر قوى وهو اللسان الذى يتلفظ بألفاظ قاتله مثل سيف ذو حدين ، فالسلاح يجرح الجسد ومع الوقت سوف يتعافى ويعالج ولكن اللسان الذى يخرج كلمات سيئه سوف تجرح النفس وستظل علامة طوال العمر ، فلماذا أجرح وأقتل غيرى بكلمة بذيئة ؟ سيواجه الشخص الشتام نفورا اجتماعيا فلا يتصاحب عليه أحد إلا الشتامين مثله ، و بسبب شتيمة يمكن أن تخسر علاقاتك بالآخرين ، الشتام لايستطيع أن يكون قدوة حسنه فهو لايستطيع أن ينهى أبناءه عن أمر يقوم هو به ، الشتائم تعيق الحوار وتمنع التواصل بطريقة صحيحة وواصخة فالشتم طريقة عدوانية وعدائية للتعبير عما يدور فى ذهنك ، الشتائم تشوه صورتك ، ويفقد احترام الآخرين له ، وربما يظن الشتام أنه قوى وذو شخصية قوية ، ولكن هذا خطأ كبير لأنه سوف ينظر إليه دون احترام ، لكنه فى الحقيقة ضعيف الشخصية ، ولايستطيع أن يسيطر على لسانه وعقله الذى سمح له بالتفكير فى الشتيمة ، فهذا الشتام يدع لسانه يقوده ولايستطيع أن يقود لسانه فهو أذن ضعيف ، فالحكيم هو من يستطيع أن يتجنب الأشياء الغير لائقة ويظهر شخصيته فى مواقف حسنه ولائقة تظهر احترامه للاخرين ولنفسه ، وربما نسأل أنفسنا هل للشتيمة علاج ؟ هل هى مرض من المفروض أن نتعالج منه ونقى أنفسنا منه أيضا ؟ إن الشتيمة فى حد ذاتها داء يجب أن نجد لها الدواء لكى نتخلص منها ، وأنها مرض مثل كل الأمراض التى يمكن أن تصيبنا، ولكن الفرق أننا نختار ذلك المرض أن يصيبنا وإنما الأمراض الجسدية الأخرى لانختارها ، فهل من العقل أن نختار لأنفسنا مرض نصاب به ، وإليكم علاج داء الشتيمة والتخلص منها ياذوى الشموخ و الهمم.. أولا : الثقة بالنفس مهما كان ينقصك من أشياء وأعلم أن لديك أشياء إيجابية كثيرة .. تقبل النواقص والعيوب فى حياتك فما من عيب وإلا ويمكن اصلاحة بالإرادة والثقة فى الله .. الطلب من الله والصلاة الدائمة ان يساعدك الله كى تحب الآخرين .. حاول أن لاتحل مشكلة بمشكلة أكبر ، فالشتيمة ليست حلا بل بداية مشكلة أخرى ، فكر فى مشاعر الآخرين من حولك قبل أن تتفوه بكلمة شتيمة، عود لسانك على كلام التشجيع واللطف فلا تجد مكان للشتيمة والسب والكلام البذئ.. بالتالى كيف نستفيد من شتائم الآخرين لنا ؟ فإذا شتمنا ونحن صامتون ننال البركة والثواب من الله ، فعندما نقاوم الشر بالخير ننال الثواب والبركة ونتعلم الاحتمال والصبر على الشدائد ، يمكن أن تكون شتائم الآخرين هى باب ندخل من خلاله إلى نفس الشتام ، ويمكننا أن نستفيد من ذلك لتحسين التواصل معه فى المستقبل . . فلذلك اطلب منك سيدى الاعتذار للشخص الذى أخطأت بحقه لأن الشخص الذى يعتذر هو شخص حكيم يقدر أفعاله جيدا ولا يريد أن يسبب أى نوع من أنواع الأذى للاخرين ، أما الشخص الذى يستكبر عن تقديم كلمات الإعتذار للغير فهو شخص ضعيف ومتكبر ويعتبر أن الجميع من ذوى الهمم والشموخ قد يسامحونه على أخطائه ولكنه فى وقتها لايعترف بأن الجميع سوف يبتعدون عنه ، كما أنك ياعزيزى لاتتوقع المغفرة على الفور ممن أمامك واترك له الوقت الكافى لتفهم موقفك وأخيرا : لايمكن أن نعيد الزمن .. مع تحياتى لأصحاب الشموخ و الهمم .