بقلم الأديب:أحمد عفيفي
*************
أحبته بكل جوارحها وصارت رؤيته بالغ سعادتها..
جاءت فى الموعد تماماً, ورغم قلقها الذى تحاول إخفاؤه ببسمتها الجذابة,راحت تنظرُ فى عينيه الباسمتين وكُراتُ العرق تنِزُّ من جبهتها الصغيرة..
مدَّ يديه,فمدَّت يديها,جذبها إليه برفق وراح يربُت فوق شعرها المُنسابُ على كتفيها وظهرها
وبين ذراعيه,أحسّتْ أنها خفيفةٌ جداً,ومُرتاحةٌ جداً,فقدت الإحساس بجسدها وتركت نفسها لسعادةِِ يصعبُ وصفها..وسرعان ما احتدم هذا التناغُم وهذه السعادة بعناقِِ وبعض قُبلاتِِ خاطفة..
*لم تكُ تدرى أن عضلة قلبها الصغير مُعتلّةً وواهنةً بالقدر الذى لم يُمكًِنها من احتمال هذه السعادة والنشوة إلّا لحيظات هوت بعدها من بين ذراعيه مغشياً عليها وهو ينظر إليها مشدوهاً ومفجوعاً وغير مُصدقِِ
*نظر إلى شاشة جهاز رسم القلب,أوشكت نبضات قلبها أن تتوقف,لاحت قطراتٌ من الدمع مُتحجرةً فى عينيه وهى تنظُرُ إليه بنفس الإبتسامة الهادئة المُمتنة كأنها تُخبره:(حتى وإن فارقتُ الحياة التى لم أشعر بروعتها سوى تلك اللحيظات التى كنتُ فيها بين ذراعيك , فسوف أغادرها وأنا راضيةً تماماً)
راحت فى إغفائةِِ ,هرع إلى الطبيب يُناشده ,قال الطبيب:دعها ترتاح , وابتهل إلى الله بالدعاء
*عند الخميلة التى جمعتهما وأظلّتهما,راح يبتهل ويتوسل , وكانت زقزقاتٌ من بعض العصافير المُتناثرة هنا وهناك , تصدحُ بلا توقف كأنها تُشاطره الإبتهال والتوسل , راح يرنو إليها وهو يتهاوى ببطءِِ فوق المقعد الرخامىِ , يتوسل , ويبتهل , ويتوسل@
*************************