كتبت : العنود انس عمر
من مسافة لا تزيد عن 10 أمتار اخترقت الرصاصة القاتلة جسده الهزيل وسكنت قلبه في مشهد مروع، فسقط الشاب قتيلًا أمام زوجته وأطفاله الثلاثة والذين يكبرهم الطفل أمير البالغ 11 سنة، صرخات الأطفال الذين ارتموا في حضن والدهم في محاولة منهم لافاقته أبكت العشرات من شهود العيان على الجريمة المفزعة التي وثقها الجيران بالفيديو، ليتداولوها على نطاق واسع بمنصات التواصل الاجتماعي تحت مسمى “شهيد الشهامة”.
الضحية محمد إسماعيل 39 سنة “شيف” لم يكن بلطجيا ولم يرتكب أي جريمة سوى أنه ذهب لمعاتبة جاره الذي اعتدى على زوجته وقت وجوده في العمل، فكان مصيره الموت برصاصة من سلاح ناري كان بحوزة قاتله.
استمعت جهات التحقيق لأقوال زوجة المجني عليه “شهيد الشهامة” في الهرم، وقالت إن زوجها، قُتل غدرًا من قبل جارها برصاصة في الصدر.
وتحدثت الزوجة عن يوم الحادث بقولها إنها تعرضت للضرب من المتهم وأسرته، وأغلقت باب شقتها عليها واستغاثت بالنجدة وأبلغت بتعرضها للاعتداء، وقبل وصول الشرطة أطلق المتهم الرصاص على زوجها أمام الجيران.
وتابعت الزوجة: “حسبي الله ونعم الوكيل مش عايزة غير القصاص عشان القاتل حرم أب من ولاده الثلاثة أكبرهم أمير 11 سنة، وأصغرهم نور عمرها 3 سنوات”.
وأوضحت التحقيقات، أنه يوم الواقعة، حضرت شقيقات زوجة المجني عليه، في محاولة لمعاتبة المرأة التي اعتدت على شقيقتهن بالحذاء، وتجددت الاشتباكات مرة أخرى، وخرج المتهمون حاملين الأسلحة البيضاء والخرطوش للتعدي على أسرة المجني عليه، والذي حضر فور اتصال زوجته به، وحاول استخلاص السلاح الناري من أحد المتهمين، ولكن خرجت منه عده طلقات أصابته، فسقط على الأرض، فقام أحد المتهمين بضربه بحجر فوق رأسه، وتركه بعد تدخل بعض الجيران، الذين حاولوا إنقاذ المجني عليه بنقله إلى المستشفى ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل دخوله المستشفى.
وأكدت التحقيقات أنه جرى ضبط المتهمين والأسلحة المستخدمة في الواقعة، ونقل الجثة إلى مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة العامة التي أمرت بالتشريح لمعرفة سبب الوفاة، وصرحت بالدفن، وكلفت المباحث بسرعة تحرياتها حول الواقعة وملابساتها.
وتلقى قسم شرطة الهرم، بلاغاً يفيد بمقتل شاب نتيجة إطلاق النار عليه، فانتقل رجال المباحث إلى محل الواقعة، بمنطقة كفر المنفى، وتبين أن الضحية يدعى “محمد إسماعيل”، وأنه تعرض لإطلاق نار أسفر عن مقتله.